بحيرة غار الملح في مواجهة التلوث: ملاذ بيئي مهدد بمياه الصرف

تقع بحيرة غار الملح الساحرة على مقربة من مدخل مدينة غار الملح بولاية بنزرت، وتعتبر من أهم المعالم البيئية والطبيعية في تونس، لما تتميز به من ثراء إيكولوجي وتنوع بيولوجي فريد. لعبت هذه البحيرة دورًا مهمًا في المحافظة على التوازن البيئي المحلي، وأصبحت مقصدًا لعشاق الطبيعة ومحط أنظار الباحثين عن الهدوء والمناظر الخلابة.

إلا أن هذا الكنز الإيكولوجي أصبح اليوم يواجه تهديدات متصاعدة بسبب التلوث الناتج عن تسرب المياه العادمة. فعلى الرغم من القيمة البيئية للبحيرة، يلاحظ الزائر روائح كريهة ناتجة عن تدفق مياه الصرف عبر مناطق قريبة، ما ينعكس سلبًا على جودة المياه وتنوع الحياة البرية هناك.

يعزي خبراء البيئة مصدر التلوث إلى غياب حلول فعالة لتصريف مياه الصرف الصحي ومعالجتها في المناطق المحيطة، مما يؤدي إلى تسرب هذه المياه نحو البحيرة. هذا الوضع يؤثر مباشرة على صحة النظام البيئي المحلي، حيث تشكل الملوثات تهديدًا للطائر والنبات والأسماك التي تعتمد على نقاوة المياه، بالإضافة إلى إمكانية تضرر سكان المنطقة وزوارها من التلوث الروائحي والجرثومي.

ومع تواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تتحول البحيرة من لجنة بيئية إلى بقعة ملوثة بيئيًا، ما يزيد من مخاوف السكان المحليين والناشطين في مجال حماية الطبيعة. تحذر المنظمات البيئية من أن استمرار الوضع بهذه الصورة سيؤدي إلى تقويض مكانة البحيرة كواحدة من أهم المحميات البيولوجية على الصعيدين الوطني والعالمي.

ويطالب المتابعون بضرورة تسريع تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة البيئية، مثل بناء محطات لمعالجة المياه العادمة وتوعية السكان حول أهمية حماية الثروات الطبيعية المحلية. فالحفاظ على بحيرة غار الملح ليس مسؤولية رسمية فحسب، بل هو واجب جماعي لضمان نقل هذا الإرث البيئي للأجيال القادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *