رؤية جديدة للرئيس قيس سعيّد: تونس تتحرر من قيود البيروقراطية
شهد شهر جوان 2025 نشاطًا مكثفًا لرئيس الجمهورية قيس سعيّد، حيث اختار أن يكون الشهر مفصليًا في مسار الدولة التونسية الحديثة. فقد حرص الرئيس في كل مناسبة وأمام كبار المسؤولين، وخاصة خلال ست لقاءات متتالية مع رئيسة الحكومة، على نقل رسالة واضحة مفادها أن مرحلة الانتظار والتباطؤ قد انتهت، وأن تونس دخلت حقًا عهدًا جديدًا يقوم على الحسم الفوري في القرارات والابتعاد عن مظاهر “دولة الإجراءات” التقليدية التي اعتاد عليها التونسيون على مدى عقود.
الرئيس سعيّد أكد على أن العبء الكبير الذي عانى منه الشعب نتيجة التسويف الإداري وتعقيد المسارات القانونية يجب أن يُرفع نهائيًا. كما أشار، بنبرة حاسمة في كل اجتماع، إلى ضرورة إرساء ثقافة المسؤولية الفردية والجماعية على مستوى الإدارة والدولة، مطالبًا بإنهاء ظواهر التلكؤ والوقوف في مناطق رمادية بين التنفيذ والتراجع.
وتأتي تصريحات الرئيس في ظل تطلعات شعبية واسعة لإصلاح حقيقي في هياكل الدولة بما يضمن الشفافية والفعالية. وقد أكد سعيّد أن اللحظة التاريخية التي تعيشها تونس اليوم تضع على عاتق الجميع مسؤولية إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن، وعدم السماح لأي جهة أو فرد بالوقوف في طريق هذه النقلة الجوهرية.
كما دعا رئيس الجمهورية إلى التنسيق الكامل بين مختلف مؤسسات الدولة والتسريع في إنجاز المشاريع والقوانين التي تخدم مصلحة الوطن، مشددًا على أن إرادة التغيير موجودة، وأن المرحلة الجديدة تتطلب تكاتف الجهود بعيدًا عن الاعتبارات الحزبية أو المصالح الضيقة.
وفي ظل هذه التوجهات الرئاسية، يترقب الشارع التونسي نتائج ملموسة تعكس تحول الخطاب إلى واقع، فيما يبقى الانتظار سيد الموقف لترجمة الطموحات الكبيرة إلى خطوات وإجراءات عملية تعزز ثقة المواطن في الدولة وتعطي دفعة قوية لمستقبل تونس.