انتقادات حادة لخطيب مسجد بعد تصريحاته حول النساء التونسيات

أثارت تصريحات أحد أئمة خطبة الجمعة جدلاً واسعًا في الشارع التونسي، بعدما وُجهت إليه اتهامات باستخدام ألفاظ محرّضة بحق النساء التونسيات خلال خطبته الأخيرة. ووفقًا لما ذكرته النائبة في البرلمان التونسي فاطمة المسدي، فقد تجاوز الإمام حدود الخطاب الديني المعتدل ووجه عبارات اعتبرتها “مسيئة” و”محرضة” ضد المرأة في تونس، حيث أشار إلى النساء بوصف اعتبره كثيرون مسيئًا ومرفوضًا.

وأكدت المسدي في تصريحات إعلامية أنها فوجئت بمضمون الخطبة، التي احتوت دعوات إلى التشدد ضد النساء فقط بسبب عدم توافق مظهر بعضهن مع قناعات الإمام الشخصية. وأشارت النائبة إلى أن منبر المسجد يجب أن يكون ساحة لنشر القيم السمحة والرسائل الروحية البناءة، وليس منصة لإثارة الخلاف أو إصدار أحكام أخلاقية على المواطنين.

وشددت على ضرورة الفصل بين التوجيه الديني والآراء الشخصية، وضرورة التزام الخطاب الديني بالاعتدال واحترام جميع أفراد المجتمع على اختلاف توجهاتهم. وطالبت الجهات المعنية بالتدخّل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، والعمل على مراقبة الخطاب الديني بما ينسجم مع المبادئ الدستورية واحترام كرامة الجميع.

وقد أثار هذا الحادث موجة من النقاشات في الأوساط الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء عن رفضهم لاستغلال المنابر الدينية للتحريض أو النيل من مكانة المرأة التونسية، مؤكدين أهمية تمكين الجميع من حقهم في الكرامة والمساواة دون تمييز على أساس المظهر أو اللباس.

تُعد هذه الحادثة مناسبة جديدة لتجديد النقاش حول دور الخطاب الديني وحدوده في المجتمع التونسي، وأهمية المحافظة على التوازن بين حرية التعبير ومسؤولية احترام مختلف فئات المجتمع، خاصة مع تصاعد الأصوات المطالِبة بضمان عدم تحول المنابر الدينية إلى منصات للتفرقة أو التشويه.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *