تقرير أممي: أكثر من ملياري شخص حول العالم محرومون من مياه شرب نقية

في تقرير حديث نشرته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تزامناً مع فعاليات “أسبوع المياه العالمي” لعام 2025، تم تسليط الضوء على أزمة عالمية خطيرة تتعلق بنقص مياه الشرب الآمنة. وكشف التقرير عن أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص على مستوى العالم لا يحصلون على مياه شرب مدارة بطريقة آمنة، وهو ما يعادل أكثر من ملياري نسمة يعيشون دون إمكانية الوصول إلى مياه صحية ونظيفة يومياً.

وأشار التقرير إلى أن هناك تقدماً ملحوظاً تم تحقيقه خلال العقد الأخير في تحسين الوصول إلى المياه النظيفة، إلا أن ملايين الأشخاص، ولا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات أو في المجتمعات الهشة والريفية، ما زالوا يعانون من صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب. وتعد هذه القضية مصدر قلق كبير نظراً لأنها تؤثر مباشرة على الصحة العامة، وتزيد من مخاطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والدوسنتاريا وغيرهما.

وبحسب البيانات التي وردت في التقرير، فإن هناك أيضاً تفاوتات ملحوظة في فرص الحصول على المياه بين مختلف المناطق الجغرافية، حيث تبقى أفريقيا جنوب الصحراء، وبعض أجزاء جنوب آسيا، من أكثر المناطق تضرراً بهذا النقص. ويؤكد خبراء الصحة أن نقص المياه النظيفة لا يشكل فقط تحدياً بيئياً، بل يرتبط أيضاً بفقر البنية التحتية والخدمات الأساسية، ويؤثر على التعليم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك المجتمعات.

ودعا التقرير جميع الدول والمؤسسات الدولية إلى تكثيف العمل لسد الفجوة المتزايدة في الإمدادات المائية والنهوض بخدمات الصرف الصحي، لضمان توفير مياه شرب آمنة للجميع دون تمييز. كما أوصى بضرورة الابتكار والاستثمار في حلول مستدامة، والعمل على التوعية المجتمعية لتغيير أنماط استهلاك المياه وحمايتها من التلوث.

وأوضح التقرير أنه بالرغم من الجهود المبذولة، سيظل تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بضمان المياه النظيفة للجميع بحلول عام 2030 بعيد المنال في حال استمرت الفجوات الحالية. ويرى المتخصصون أن التعاون المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني يشكل حجر الأساس لضمان حق الجميع في المياه النظيفة والآمنة، ولتجنب المزيد من التحديات الصحية والإنسانية مستقبلاً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *