آفاق جديدة للسياحة التونسية: ارتفاع غير مسبوق في عدد الزوار وتوسيع الأسواق في 2025
يشهد القطاع السياحي في تونس خلال عام 2025 تطوراً ملحوظاً بأرقام زوار قياسية، ما يعكس تعافي السياحة وتنامي إسهامها في الاقتصاد الوطني. فقد أعلنت الجهات الرسمية عن استقبال البلاد لأكثر من 9 ملايين سائح في الفترة من بداية يناير حتى 20 أكتوبر 2025، وهو نمو بنسبة 9.2% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، في إشارة واضحة لمستوى الانتعاش الذي أحرزته السياحة التونسية بعد سنوات من التحديات.
يشكّل السوق المغاربي، وخاصة الزوار الجزائريين، العمود الفقري لهذا النمو. فقد سجلت تونس توافد أعداد كبيرة من الجزائريين هذا العام، الأمر الذي ساهم بقوة في رفع عدد الوافدين. وتشير التقارير إلى أن الزوار الجزائريين أصبحوا من أهم المساهمين في قطاع السياحة التونسي، سواء من حيث الإقامة أو الانفاق السياحي.
وبالتوازي مع ذلك، تعمل تونس جاهدة على تنويع أسواقها السياحية وعدم الاكتفاء بالاعتماد على السوق المغاربية. إذ صرح مسؤولون حكوميون بأن هناك استراتيجية جديدة للتركيز على أسواق أوروبا وجلب المزيد من السياح الأوروبيين. وتأتي هذه الجهود من خلال الترويج للوجهة التونسية، وتحسين جودة الخدمات، مع التركيز على السياحة المستدامة والمنتجات السياحية الجديدة مثل السياحة الثقافية والبيئية.
ومن المنتظر أن يتجاوز عدد زوار تونس بنهاية هذا العام حاجز 11 مليون سائح، وفق التقديرات الحكومية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد، ويجدر بالذكر أن عائدات السياحة في 2025 تجاوزت الأرباح التي كانت محققة قبل جائحة كورونا.
توضح هذه الأرقام التوجه الواضح لتونس نحو الاستثمار في القطاع السياحي باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، وتبرز أهمية التخطيط لتطوير البنية التحتية والسياحية وتحسين الخدمات، إلى جانب مواصلة الترويج الدولي لتونس كوجهة سياحية متنوعة وآمنة. ومع استمرار هذه الديناميكية الإيجابية، يبدو أن السياحة التونسية مقبلة على سنوات ذهبية إذا ما استمرت وتيرة التطوير والتنوع والتسويق الاحترافي للمنتوج السياحي المحلي.
