آفاق جديدة للسياحة التونسية: تنوّع الأسواق وزيادة أعداد الزوار في 2025
شهد القطاع السياحي في تونس خلال عام 2025 انتعاشًا لافتًا للنظر، حيث استقبلت البلاد أكثر من 9 ملايين زائر بين مطلع يناير ونهاية أكتوبر، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة تفوق 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. هذا النمو يعكس جهود الدولة لتوسيع قاعدة السياح وتنويع الأسواق على نحو جليّ.
كانت الأسواق المغاربية، وخصوصًا السوق الجزائرية، لعقود من الزمن تمثّل العمود الفقري لصناعة السياحة في تونس. ولا تزال هذه السوق تحتل مكانة رئيسية، مدعومة بروابط اجتماعية وجغرافية، ساهمت في تدفق أعداد كبيرة من السياح الجزائريين خلال المواسم الأخيرة. لكن في ظلّ توجّهات القطاع نحو استشراف آفاق أوسع وجلب شرائح جديدة من الزوار، انطلقت جهود ملموسة لتنويع مصادر السياحة.
وزارة السياحة التونسية، بالشراكة مع مجموعة من الهياكل والمؤسسات المختصة، عززت خططها للتوجه نحو الأسواق الأوروبية في الفترة الأخيرة. وتأتي الأسواق الفرنسية والألمانية والإيطالية والبريطانية بصدارة اهتمام السلطات لما يمثله الزائر الأوروبي من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، سواء من حيث الإقامة أو حجم الإنفاق.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، تم تفعيل آليات ترويجية مبتكرة عبر المعارض والأسواق الدولية واستقطاب المستثمرين وأصحاب وكالات الأسفار، فضلاً عن تطوير جودة الخدمات الفندقية وتحسين البنية التحتية السياحية. تبرز أيضًا أهمية تجربة السائح التونسي نفسه، حيث شهد القطاع إقبالاً متزايدًا من المواطنين داخليًا، بالاستفادة من برامج العطلات والعروض الخاصة.
يطمح المسؤولون لتحقيق رقم قياسي مع نهاية السنة الجارية، في ظل استمرار نسق الوفود السياحية في الارتفاع اعتمادًا على تعزيز الصورة الإيجابية لتونس كوجهة آمنة وغنية بالمنتوجات الثقافية والتراثية والشواطئ الخلابة.
يبقى التحدي الأكبر أمام القطاع هو الحفاظ على هذا الزخم وتحويل النجاحات الموسمية إلى إنجازات مستدامة، مع المضي في إرساء مشاريع تعزز التنويع والتجديد في القطاع. بذلك تقترب تونس أكثر من أي وقت مضى من تحقيق طموحاتها في أن تصبح إحدى الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في المنطقة المتوسطية.
