آفاق جديدة للسياحة التونسية في عام 2025: أرقام قياسية وتطلعات أوسع

يشهد قطاع السياحة في تونس انتعاشاً كبيراً خلال عام 2025، مدفوعاً بالأداء القوي في الأسواق المغاربية وخاصة الجزائر، بالإضافة إلى التوجه نحو تنويع مصادر الزوار وجذب المزيد من السياح الأوروبيين. وبحسب الإحصاءات الرسمية حتى 20 أكتوبر 2025، بلغ عدد السياح الذين زاروا تونس أكثر من 9 ملايين شخص، بزيادة قدرها 9.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في دلالة واضحة على استعادة القطاع لعافيته بعد التحديات التي واجهها في الأعوام الماضية.

صرح المدير العام لديوان السياحة التونسي أن البلاد تتوقع أن تستقبل حتى نهاية العام الحالي قرابة 11 مليون سائح، وهو ما سيمثل رقماً غير مسبوق في تاريخ السياحة التونسية. ويعكس هذا الإنجاز ثقة متزايدة من الأسواق الإقليمية والدولية بفضل التنوع السياحي الذي تقدمه تونس، والذي يشمل الوجهات الشاطئية، الثقافية، التاريخية، إضافة إلى الأنشطة الصحراوية التي تشهد رواجاً كبيراً، خاصة في جنوب البلاد.

أحد الاتجاهات البارزة هذا العام هو انتعاش السياحة الصحراوية والبيئية، حيث توجهت شريحة من السياح إلى المناطق الداخلية لاكتشاف جمال الصحراء وثراء التراث المحلي، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة في المجتمعات المحلية وتعزيز التنمية في المناطق خارج المدن الساحلية التقليدية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت بيانات وزارة المالية التونسية إلى أن عائدات السياحة بلغت نحو 6.3 مليار دينار (حوالي 2.1 مليار دولار) حتى نهاية سبتمبر 2025، محققة زيادة بنسبة تزيد عن 8% عن السنة السابقة.

في ظل هذه النتائج الإيجابية، وضعت تونس إستراتيجية لمواصلة تنويع الأسواق المصدرة للسياحة مع التركيز على الأسواق الأوروبية والصاعدة في أفق زيادة الاستثمارات وتحسين جودة الخدمات السياحية والبنية التحتية، وتعزيز الترويج للمقومات الفريدة للوجهة التونسية.

مع استمرار هذا الزخم، تبدو تونس في موقع متميز لتحقيق موسم سياحي استثنائي بنهاية 2025، مع آمال كبيرة بمزيد من النمو في السنوات القادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *