آلاف العمال يحتشدون في تونس دعماً لاتحاد الشغل وحرية النقابات

شهدت العاصمة التونسية اليوم الخميس توافد أعداد كبيرة من العمال والأعضاء النقابيين استجابة لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل لتنظيم مسيرة جماهيرية دفاعاً عن الحق النقابي والحريات العامة. تركزت هذه المسيرة، التي انطلقت من مقر الاتحاد وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، على التنديد بما وصفه الاتحاد بـ”الاعتداء الذي استهدف مقره” الأسبوع الماضي والذي أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط النقابية والشعبية.

وأوردت وكالات أنباء دولية، منها “فرانس برس”، تقديرات تشير إلى مشاركة أكثر من 2000 متظاهر في المسيرة، بينما وصفت وكالة الأناضول الحشد بأنه يضم “آلاف العمال والنقابيين”، تأكيداً على اتساع قاعدة التضامن والدعم للاتحاد المركزي، خاصة بعد تصاعد الانتقادات والمواقف التي استهدفت المنظمة في الفترة الأخيرة.

وأكد المتظاهرون خلال شعاراتهم ورسائلهم المرفوعة تمسكهم باستقلالية العمل النقابي ورفضهم لأي تهديدات أو تدخلات تمس حرية التنظيمات النقابية أو تعيق دورها في حماية حقوق العمال. كما شدد المشاركون على أن المساس بمقر الاتحاد هو بمثابة اعتداء على الحركة النقابية برمتها، مطالبين السلطات بالتحقيق في الحادثة وضمان سلامة كافة العاملين في الشأن النقابي.

تأتي هذه الفعالية في ظرف اجتماعي حساس تمر به تونس، حيث تتزايد التوترات بين السلطة وبعض مكونات المجتمع المدني حول قضايا الحريات والحقوق العمالية. وبينما يصر الاتحاد العام التونسي للشغل على موقفه الرافض لأي تجاوز للخطوط الحمراء فيما يتعلق بالحقوق النقابية، تبرز هذه المسيرة كدليل على وحدة صفوف النقابيين واستعدادهم للدفاع عن مكتسباتهم مهما كانت التحديات. وتبقى الأنظار متجهة إلى الكيفية التي ستتعامل بها السلطات مع مطالب المتظاهرين ومعالجة الملفات العالقة ضمن حوار اجتماعي جاد ومسؤول.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *