أزمة أسطول الناقلة التونسية: تحديات الواقع وغياب الحلول الواقعية

تشهد شركة الخطوط التونسية في الفترة الأخيرة وضعاً معقداً وحرجاً على مستوى أسطولها الجوي، حيث تعاني الناقلة الوطنية من تعطل قسم كبير من الطائرات، ما دفع إدارة الشركة إلى اللجوء لاستئجار طائرات أجنبية لضمان استمرار الرحلات والالتزام بالتزاماتها تجاه المسافرين.

وفقا لمصادر مطّلعة على القطاع، تعود الأسباب الرئيسية لهذا التعطّل إلى تقادم عدد من الطائرات، وتأخّر عمليات الصيانة نتيجة صعوبات مالية وإدارية متراكمة. كما أشار خبراء إلى أن مشاكل تهميش الكفاءات داخل المؤسسة وزيادة الأعباء التشغيلية تساهم في تفاقم الأزمة، وذلك بالتوازي مع تحدّيات أخرى مثل نقص قطع الغيار وارتفاع أسعارها عالمياً.

ورغم تصريحات بعض المسؤولين في وزارتي النقل والسياحة حول وجود خطط طموحة لتجديد الأسطول وتحسين ظروف العمل، إلا أنّ الواقع يؤكد صعوبة تنفيذها في الوقت الراهن نظراً للبيروقراطية وبطء وتيرة الإصلاحات. كما أن المقترحات المتداولة مثل الترفيع في أسعار التذاكر أو توقيع شراكات مع شركات أجنبية لم تُفض حتى الآن إلى نتائج ملموسة، ما يجعل مصير الأسطول في حالة من الضبابية ويثير قلق المسافرين على انتظام الرحلات.

بقاء الوضع على ما هو عليه من دون حلول جذرية وواقعية يُنذر بتفاقم الأزمة خلال المواسم القادمة، خصوصاً مع تزايد الطلب على السفر وتوسع السوق السياحية التونسية. ويبقى الرهان الحقيقي اليوم في اتخاذ قرارات جريئة وعاجلة لإعادة الأسطول إلى نشاطه الطبيعي، من خلال ضخ استثمارات موجّهة وتحسين الحوكمة الداخلية والاستفادة من خبرات الموارد البشرية التي أُهملت طويلاً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *