أزمة الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين: دعوة إلى تجاوز الخلافات الداخلية وترميم صورة القطاع

تمر الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين في تونس بفترة حساسة تتسم بالاضطرابات والخلافات الداخلية الحادة، إذ أكد المهندس المعماري إلياس بلاغة – وهو أحد أبرز الفاعلين في القطاع – أن الهيئة باتت أمام منعطف حاسم سيحدد مستقبلها ومكانتها لدى المهندسين والشارع التونسي.

وفي تصريح حديث، أشار بلاغة إلى أن الأزمة الراهنة فاقت حدود الخلافات الإدارية، لتتحول إلى صراعات شخصية وانقسامات مقلقة بين أعضاء الهيئة، مما تسبب في تضرر صورة الجهاز الذي يفترض فيه الحفاظ على المهنية والانسجام.

وأضاف أن استمرار هذه التجاذبات يقوض من مصداقية الهيئة ويؤثر سلبًا في قدرتها على أداء مهامها الجوهرية المتمثلة في النهوض بالمهنة وضمان مصالح أعضائها وتعزيز ثقة المجتمع في المعماريين. كما شبّه، بأسلوب نقدي، ما يدور من مناكفات داخل الهيئة بساحة للعبة لا تخضع لأي قواعد راسخة، الأمر الذي أدى إلى انشغال كثير من أعضاء الهيئة بتصفية حسابات شخصية على حساب المصلحة العامة للمهنة.

وحذر بلاغة من أن هذه المرحلة المفصلية تفرض على الجميع تغليب المصلحة العليا وتجاوز كل الاعتبارات الضيقة، ودعا إلى “النضج الجماعي” والعمل بجدية على إنهاء كافة أشكال النزاع، مؤكداً أن الوقت قد حان لتحمل الجميع مسؤولياتهم بروح التعاون ونكران الذات من أجل إعادة الاعتبار للهيئة وتثبيت أسس الشفافية والحوكمة الرشيدة داخلها.

وبين بلاغة أن تجاوز الأزمة الحالية يتطلب إرادة جماعية صادقة لمراجعة السياسات الداخلية وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة، إضافة إلى وضع خطط إصلاحية تضمن السير الطبيعي للهيئة وتعيد ثقة المواطنين والمهنيين في أدائها.

وفي ختام تصريحاته، شدد المهندس بلاغة على أهمية استعادة هيبة الهيئة وإرساء مناخ مهني سليم، بعيدًا عن النزاعات الشخصية والتجاذبات العقيمة، حتى يتسنى لكل مهندس معماري أن يؤدي دوره بشكل فاعل ومسؤول لخدمة مهنة تكتسي أهمية كبرى في إعادة بناء تونس المعاصرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *