أسباب رفض وزارة النقل لهبة حافلات سعودية وموقف شركة النقل بالساحل
خلال جلسة عمل عُقدت بمقر ولاية سوسة بحضور الوالي وعدد من النواب، كشف المعزّ لدين الله عبد السلام، الرئيس المدير العام لشركة النقل بالساحل، عن تفاصيل قرار وزارة النقل برفض هبة سعودية كانت تتكون من 397 حافلة، كان من المتوقع أن تستفيد الشركة بالنصيب الأكبر منها.
وأوضح عبد السلام أن قرار الرفض لم يكن عشوائيًا أو لأسباب سياسية، بل جاء بناءً على تقارير فنية ولوجستية تهم حالة الحافلات، حيث تم التأكد من أن عددًا كبيرًا منها لا يستوفي المعايير المطلوبة للعمل في شبكات النقل التونسية، إضافة إلى الحالة التقنية للحافلات التي وصفت “بالكارثية” من حيث الجاهزية والاستهلاك والملاءمة لمتطلبات الطرق وظروف التشغيل المحلية.
وأشار الرئيس المدير العام أن وفدًا من الجهات التونسية كان قد دُعي نهاية شهر سبتمبر الماضي لمعاينة الحافلات في السعودية، حيث تبين أن تكلفة إصلاح وصيانة العديد من هذه الحافلات ستكون مرتفعة، ما يجعل من العملية غير مجدية اقتصاديًا على المدى الطويل، خصوصًا مع وجود برنامج وطني لتجديد أسطول النقل العمومي عبر اقتناء حافلات جديدة بتمويلات مباشرة من الدولة أو بصفقات دولية أكثر شفافية.
وأثارت هذه القضية جدلًا بين المختصين والمواطنين، بين من يرى أن دعم الأسطول بأي شكل سيساعد في حل أزمة النقل، ومن يفضل الجودة والسلامة والتجديد على قبول وسائل نقل قديمة قد تكلف البلاد أكثر على مستوى الصيانة والتشغيل.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع النقل البري في الساحل يعيش ظروفًا صعبة نتيجة تهالك جزء من الأسطول الحالي وزيادة الطلب، في ظل إجراءات إصلاحية أطلقتها الحكومة لتوفير وسائل نقل عمومية عصرية تلبي متطلبات المواطن وتحترم معايير السلامة والراحة.
