أطباق شمال إفريقيا تزين معاجم اللغة الفرنسية: الشكشوكة تنضم إلى الكلمات الرسمية
شهدت اللغة الفرنسية هذا العام تجديداً يربطها أكثر بثقافات حوض المتوسط، حيث أُعلن مؤخراً عن إدراج كلمتين ذواتي أصل عربي في التحديث السنوي للمعجم الفرنسي الشهير “لو بوتي روبرت” (Le Petit Robert).
برزت ضمن هذا التحديث كلمة “الشكشوكة”، الطبق المغاربي المعروف والذي بات يجد لنفسه مكاناً في صفوف أشهر مفردات المطبخ الفرنسي الرسمي. ويصف معجم “لو بوتي روبرت” الشكشوكة بأنها وجبة تعتمد على مجموعة من الخضروات الطازجة، مثل الطماطم والفلفل والبصل، وتطبخ مع البيض في الزيت، مع الإشارة إلى أن أصولها تعود إلى المطبخ المغاربي، وتحديداً في دول شمال إفريقيا كالمغرب وتونس والجزائر.
عملية دمج هذا المصطلح وغيره من الكلمات ذات الأصول العربية تأتي في إطار انفتاح اللغة الفرنسية على الثقافات المجاورة لها وتأثرها المتزايد بأنماط الحياة والمطبخ من خارج فرنسا. فقد تزايد انتشار أطباق الشكشوكة في المطاعم الفرنسية في السنوات الأخيرة، وأصبحت خياراً محبباً في قوائم الإفطار والغداء، ما عكس حضورها المتوسع في الحياة اليومية للفرنسيين.
يشار إلى أن النسخة الرقمية من معجم “لو بوتي روبرت” قد بدأت بالفعل بعرض هذه الكلمة وغيرها من المصطلحات الجديدة، فيما يُنتظر أن تتضمن النسخة الورقية المطبوعة لعام 2026 هذه الإضافات رسمياً. ويعد ذلك خطوة مهمة تعزز مكانة الأطباق والمفردات العربية في الذاكرة الثقافية الفرنسية.
لا يقتصر الأمر على تناول الشكشوكة في المطاعم والمناسبات فقط، بل أصبح اسمها يعبر عن مزيج ثقافي متجذر بين فرنسا ودول المغرب العربي، وساهمت موجات الهجرة والتبادل الثقافي في ترسيخ حضور هذه الكلمة ومذاقها ضمن الحياة الفرنسية.
جدير بالذكر أن تسمية الشكشوكة تعود جذورها إلى كلمة عربية تعني “الخليط” أو “المزيج”، في دلالة على طريقة إعدادها التي تعتمد على خلط مكونات بسيطة لتقديم وجبة غنية بنكهات متنوعة وألوان زاهية. وبهذا الإدراج الجديد، تثبت اللغة الفرنسية مجدداً قدرتها على استقبال المصطلحات من أصول مختلفة والحفاظ على روحها المنفتحة على الآخر.