أغلبية ساحقة من الفرنسيين تؤيد تنظيم استفتاء حول سياسات الهجرة

كشفت نتائج استطلاع حديث أجراه المعهد الفرنسي للبحوث واستطلاعات الرأي “سي إس أي”، ونشرت نتائجه يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، أن نسبة كبيرة من الفرنسيين تعبر عن رغبتها في تنظيم استفتاء شعبي لمناقشة سياسات الهجرة في البلاد. ووفقاً للاستطلاع الذي شاركت في نشر نتائجه مؤسسات إعلامية بارزة مثل “سي نيوز” و”أوروبا 1″ و”جورنال دو ديمونش”، فإن 72% من المستطلعين أيدوا فكرة إجراء استفتاء يتيح للمواطنين الفرصة للتعبير عن آرائهم بشأن قضايا الهجرة.

وتعكس هذه النسبة العالية تصاعد الاهتمام الشعبي بقضايا الهجرة، وسط نقاشات سياسية ومجتمعية متزايدة حول السياسات الحكومية المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين. ومن الجدير بالذكر أن نتائج الاستطلاعات الأخيرة جاءت أعلى من نتائج استطلاعات سابقة جرت في ربيع العام نفسه، مما يشير إلى تزايد ملموس في الرغبة لدى الرأي العام الفرنسي في الانخراط في اتخاذ القرار المتعلق بهذا الملف الحساس.

وحسب المراقبين، تعود أسباب هذا الاهتمام المتزايد إلى تزايد طلبات اللجوء إلى فرنسا خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى بروز نقاشات حادة في الأوساط السياسية، لاسيما لدى الأحزاب اليمينية التي دعت مرارًا إلى تشديد سياسات الهجرة وتنظيم استفتاءات شعبية بهذا الشأن.

وتزامن نشر نتائج الاستطلاع مع استعداد الحكومة الفرنسية لمناقشة مشاريع قوانين جديدة تهدف إلى إصلاح منظومة الهجرة، حيث ينتظر أن تطرح هذه القوانين بداية عام 2025 للنقاش في البرلمان الفرنسي، ما يعكس أهمية الموضوع في أجندة الدولة والمجتمع.

من جهة أخرى، عبّر بعض المعارضين لفكرة الاستفتاء عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز الانقسامات المجتمعية أو التأثير على صورة فرنسا كدولة منفتحة وملتزمة بحقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن الإحصاءات الحالية تشير إلى أن الغالبية الساحقة من الفرنسيين باتت تؤيد بشكل واضح إشراك الشعب في اتخاذ القرار بشأن السياسات التي تمس حياتهم اليومية ومستقبل بلدهم.

تعزز هذه الأرقام حقيقة أن موضوع الهجرة أصبح أحد أبرز الملفات الحيوية على الساحة الفرنسية، ويبدو أن أنظار الجميع باتت متجهة إلى نتائج النقاشات والاستحقاقات المقبلة ومدى انعكاسها على المشهد السياسي والاجتماعي في فرنسا.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *