إجراءات جمركية أمريكية جديدة تشمل تونس و13 دولة أخرى اعتباراً من غدًا
في خطوة جديدة تُصعّد من حدة الحرب التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ، اعتبارًا من غد الأول من أغسطس، فرض رسوم جمركية صارمة على واردات قادمة من أكثر من 14 دولة من بينها تونس. وجاء هذا الموقف في رسالة واضحة نشرها ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، مؤكّدًا عدم تراجعه عن الموعد المقرر قائلاً: “الأول من أغسطس لن يتغيّر، ولن يتم تمديده. إنه يوم مهم لأمريكا!”.
وبحسب عدة مصادر إخبارية مطّلعة، فقد أرسل ترامب في وقت سابق خطابات رسمية إلى قادة هذه الدول لإبلاغهم بالقرار والتحذير من البدء الفوري في تطبيق الرسوم الجديدة، والتي تتراوح نسبتها ما بين 25% إلى 40% حسب كل دولة وقائمة المنتجات المستهدفة. وأشارت التقارير إلى أن القائمة شملت تونس، ماليزيا، كازاخستان، اليابان، كوريا الجنوبية، جنوب إفريقيا، البوسنة والهرسك بالإضافة إلى دول بارزة أخرى في آسيا وأوروبا.
ويأتي هذا الإجراء في إطار سياسة تصعيدية تهدف إلى حماية المنتجات والصناعة الأمريكية في وجه ما وصفه ترامب بممارسات تجارية غير عادلة. وقد واجه هذا القرار ردود فعل متباينة في الأوساط الاقتصادية، حيث أبدى العديد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال قلقهم من تداعيات القيود التجارية على النشاط الاقتصادي الدولي، خاصة لما لها من أثرٍ مباشر على أسعار السلع والتكاليف على المستهلكين.
وبالنسبة لتونس، يُتوقع أن تتأثر قطاعات تصديرية متعددة، لا سيما الصناعات التي ترتبط بالأسواق الأمريكية مثل مكونات السيارات والمنتجات الزراعية وبعض السلع الصناعية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تدفع الحكومة التونسية لإعادة النظر في علاقاتها التجارية واستراتيجياتها التصديرية خلال الأشهر القادمة.
من جهة أخرى، يستمر الجدل بين داعمي القرار الذين يعتبرونه حماية ضرورية للصناعة الوطنية، ومعارضيه الذين يحذّرون من احتمال اندلاع حروب تجارية وصعود التوترات الدولية التجارية في حال إصرار أمريكا على مثل هذه الخطوات التصعيدية.
يُذكر أن هذه القرارات تأتي ضمن سلسلة من السياسات الاقتصادية الصارمة التي يتبناها ترامب خلال فترته الرئاسية الحالية، والتي تسعى إلى إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية لصالح الولايات المتحدة حسب تعبيره. ولا تزال الأسابيع المقبلة محط أنظار الفاعلين في الاقتصاد العالمي لمراقبة تداعيات هذا التصعيد الجمركي وانعكاساته على الأسواق العالمية.