إجراءات قاسية بحق عائلة تونسية في مطار ألماني: قاصرتان تتعرضان لتفتيش مهين وجدة تصاب بانهيار

شهدت إحدى العائلات التونسية تجربة مريرة وغير متوقعة عند وصولها إلى ألمانيا في رحلتها الرابعة، حيث كانت قد زارت هذا البلد الأوروبي ثلاث مرات من قبل دون مشاكل تُذكر. لكن هذه المرة، بعد هبوط الطائرة في المطار الألماني، قابلتهم إجراءات أمنية غير اعتيادية قلبت رحلتهم رأسًا على عقب.

في ليلة هادئة من منتصف الصيف، حملت سيدة تونسية حقائبها ورافقتها ابنتاها القاصرتان بالإضافة إلى والدتها المسنة التي تعاني من مشاكل صحية، متوجهين جميعًا إلى مطار تونس قرطاج استعدادًا للسفر إلى ألمانيا. كانت الأجواء عادية وروتينية قبل الإقلاع، لكن الأمر تغير كليًا عند وصولهم.

ما إن نزلت الأسرة من الطائرة حتى خضعت لتفتيش دقيق تجاوز حدود الروتين الأمني المعتاد، حيث تشير رواية العائلة إلى أنّ الفتاتين القاصرتين تعرضتا لإجراءات تفتيش مهينة وشديدة تجاوزت التفتيش الجسدي التقليدي، إذ طُلب منهما خلع ملابسهما بشكل كامل أمام عناصر من الأمن، ما تسبب لهما بصدمة نفسية كبيرة وإحساس بالامتهان. هذه الواقعة المؤلمة وقعت أمام أنظار والدتهما وجدتهم التي لم تحتمل هول المشهد، ما دفعها إلى انهيار عصبي وصحي اضطر السلطات إلى التدخل طبيًا في عين المكان.

تقول الأم أن العائلة فوجئت بهذا التعامل اللا إنساني، خاصة بعد حسن الاستقبال الذي عهدته في زياراتها السابقة لألمانيا. وعلى الرغم من محاولاتها شرح ظروف الجدة الصحية وتهدئة الوضع، فقد واجهت الأسرة تعنتًا من قبل السلطات دون الاهتمام بحالتهم النفسية والاجتماعية.

أثارت الحادثة موجة من التعاطف والاستنكار لدى الجالية التونسية والمجتمع المدني، وبدأت بعض المنظمات بالمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات ما جرى لضمان حماية حقوق المسافرين وكرامتهم بعيدًا عن أي ممارسات مسيئة.

تعكس هذه التجربة الصعبة ما يمكن أن تخلِفه السياسات الأمنية المبالغ فيها من عواقب إنسانية ونفسية، خاصة عندما تكون الضحية أسرًا ضعيفة أو أطفالًا دون مأوى أو حماية. وتظل العائلة التونسية وغيرها من الأسر المهاجرة تطمح لظروف سفر كريمة تراعي الخصوصية والكرامة الإنسانية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *