إحياء ذكرى إنشاء العلم التونسي: رمز الوحدة والسيادة الوطنية
تحتفل تونس يوم 20 أكتوبر من كل عام بذكرى تأسيس العلم الوطني، الذي يُعتبر من أعرق وأسمى رموز الهوية والسيادة الوطنية. ويمثل هذا اليوم محطة فارقة في تاريخ الجمهورية، إذ يستحضر التونسيون خلاله أهمية هذا الرمز الذي ظل عبر العقود، عنواناً للوحدة والتضحيات وتحقيق الاستقلال.
تعود قصة العلم التونسي إلى بدايات القرن التاسع عشر، حيث قام حسين باي الثاني سنة 1827 بتصميم العلم الأول الذي يمثل البلاد، وكان يحمل آنذاك رموزاً عميقة تعكس تاريخ تونس وهويتها العربية والإسلامية. وقد تم اعتماد التصميم رسمياً بداية من سنة 1831، ليبقى على مر العصور راية تجمع التونسيين تحت سقف واحد.
يمتاز العلم التونسي بخلفيته الحمراء التي ترمز إلى دماء الشهداء وتضحيات الأجداد في سبيل الوطن، بينما ترمز النجمة والهلال في وسطه إلى الانتماء الحضاري العربي والإسلامي. وقد اكتسب عبر التاريخ قيمة معنوية عظيمة كرَّسها الدستور التونسي منذ الاستقلال سنة 1956 باعتباره رمز السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية.
وتحرص مؤسسات الدولة سنوياً على تنظيم مراسم احتفالية وورش عمل تربوية وتثقيفية في جميع أنحاء البلاد، لتأكيد البعد الوطني والعاطفي الذي يحمله العلم في قلوب المواطنين، خاصة بين فئة الشباب. ويعد هذا اليوم مناسبة لتعزيز حب الوطن وتجذير قيم الانتماء، كما يُرفع العلم بفخر في المدارس والساحات العامة والمؤسسات اعتزازاً بكل ما يرمز إليه من وحدة وأمل ومستقبل أفضل.
ولم يكن العلم التونسي مجرد راية، بل أصبح شاهداً على كل المحطات التاريخية التي عاشتها البلاد، من أجل الحرية والاستقلال والبناء. ويمثل اليوم رمز الأمل والتضامن لكل التونسيين أينما كانوا، داعياً الجميع للتشبث بروح الوحدة والعمل من أجل رفعة تونس وأمنها واستقرارها.
