إحياء ذكرى معركة 5 أوت بصفاقس دون حضور الأمين العام، ومشاركة واسعة للاتحادات الجهوية
شهدت مدينة صفاقس يوم الثلاثاء 5 أوت 2025 فعاليات إحياء الذكرى الثامنة والسبعين لمعركة 5 أوت التاريخية، والتي نظمتها الاتحادات الجهوية للشغل بحضور بارز من قيادات عدد من القطاعات والمنظمات العمالية، وسط غياب ملحوظ للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، في تحول لافت عن الأعوام الماضية التي كانت تشهد مشاركته المباشرة.
وقد حرصت الاتحادات الجهوية للشغل على تنظيم هذا الحدث تخليدًا لبطولات النقابيين والعمال الذين قدموا تضحيات جسيمة دفاعًا عن حقوقهم الوطنية والاجتماعية، فامتدت أنشطة الذكرى لتشمل عروضا وثائقية حول تاريخ المعركة، تذكيراً بما لعبته صفاقس من دور أساسي في الحركة العمالية الوطنية.
حضر المناسبة مجموعة من أبرز قيادات النقابات المعروفة باسم “مجموعة الخمسة”، وهم أنور بن ڨدور، صلاح الدين السالمي، منعم عميرة، عثمان الجلولي، والطاهر البرباري. كما سجل الحدث مشاركة فاعلة لجميع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس للمرة الأولى، بالإضافة إلى مشاركة الكتاب العامين للعديد من الاتحادات الجهوية.
ولم يغب عن الحضور التنويه بالروح الوطنية العالية التي جمعت الشغّالين في صفاقس منذ سنة 1947، حين واجهوا الاستعمار والظروف القاسية في ملحمة نقابية تؤرخ للمقاومة العمالية والنقابية في تونس.
الملاحظ هذا العام كان غياب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، وهو ما أرجعته مصادر مطلعة إلى تركيز الاحتفال على المشاركة الجماعية للأطر النقابية من دون اقتصار التمثيل الرمزي على القيادة المركزية. وعوض أن تقتصر الفعاليات على الخطابات البروتوكولية، فقد شهدت الذكرى حوارًا واسعًا بين الحاضرين وركزت على بحث تحديات المرحلة الحالية للعمال في تونس.
يُذكر أن إحياء ذكرى 5 أوت في صفاقس يُعد مناسبة سنوية ثابتة تلتقي فيها الأجيال النقابية لاستذكار محطات النضال وتأكيد الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والمهنية المشروعة، رغم التحولات التي تمر بها الساحة النقابية والتغيرات في التوجهات القيادية، مؤكدين أن صفاقس ستظل دائمًا رمزًا للوحدة والإصرار العمالي.