إلياس بلاغة يصف تجربة استثنائية في أحد فنادق ياسمين الحمامات: مشاهد تبرز التباين في تونس
أثار المهندس المعماري إلياس بلاغة، الرئيس السابق للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، جدلاً بتساؤله عن هويته والمكان الذي وجد فيه نفسه خلال إقامته الأخيرة بياسمين الحمامات. في مقال شارك فيه تأملاته حول زيارته لأحد الفنادق الفاخرة بالمنطقة، عبّر السيد بلاغة عن اندهاشه من الأجواء المحيطة، حيث لفت انتباهه مستوى الرفاهية البالغ والنظافة العالية، بالإضافة إلى تصرفات العاملين المتسمة بقدر كبير من المهنية والرقي.
كتب بلاغة أن هذه التجربة جعلته يتساءل: “هل أنا فعلاً في تونس؟”، مشيراً إلى التباين الكبير بين ما يراه في الفندق وبين الواقع اليومي لغالبيّة المواطنين في البلاد. وصف تفاصيل دقيقة لحظة دخوله المسبح الدافئ، ومحاطته بجدران بيضاء نظيفة، وأكواب الكوكتيل المنعشة، وطاقم خدمة يتعامل بحرص شديد مع الزبائن. كل هذه التفاصيل أغرته لمقارنة الوضع مع ما يعرفه عن معاناة العديد من التونسيين في أنحاء أخرى من البلاد من مشاكل البنية التحتية ومحدودية الخدمات.
هذه المشاهدات دفعت إلياس بلاغة للتأمل في حجم التفاوتات الاجتماعية في تونس، متسائلاً عن إمكانية تعميم جودة الحياة العالية التي عايشها لفترة قصيرة على فئات أكثر من المجتمع. وأشار إلى أن مثل هذه التجارب من الممكن أن تكون مصدراً للإلهام لتحسين واقع المدن التونسية وتطويرها بشكل شامل، داعياً المسؤولين لمواصلة إصلاح القطاع السياحي والعمراني ليصبح نموذجاً يُحتذى به.
وتأتي تصريحات بلاغة في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، إلى جانب دعواته المستمرة إلى تجاوز التوترات الداخلية بين المهندسين والعمل على تركيز الجهود نحو النهوض بالقطاع وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. ويعتقد بلاغة أن التجارب الناجحة في بعض المناطق السياحية يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في تطوير مختلف الجهات في تونس، إذا ما وقع استثمارها وتعميمها بالشكل الصحيح.
في ختام حديثه، أكد المهندس المعماري إلياس بلاغة على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول الحاجة لتحقيق التوازن بين مناطق الترفيه والمناطق الشعبية، حتى يشعر كل تونسي بانتمائه لبلاد تواكب العصر وتوفر ظروف عيش كريمة للجميع.