اجتماع دولي حول ليبيا في نيويورك وسط غياب ملحوظ لتونس والجزائر
عُقد اجتماع رفيع المستوى حول ليبيا في مدينة نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2025، حيث جاء هذا اللقاء تحت رعاية الحكومة الأمريكية بهدف مناقشة تحديات المرحلة المقبلة في ليبيا وسبل دعم الاستقرار والوحدة الوطنية والأمن الاقتصادي في البلاد.
ما لفت الأنظار في هذا الحدث هو غياب تونس والجزائر، الجارتان الرئيسيتان لليبيا، عن المشاركة دون صدور أي تفسير رسمي لهذا الغياب من الجهات المنظمة أو من الحكومتين المعنيتين. وهذا الأمر أثار تساؤلات حول أسباب هذا الاستبعاد أو الاعتذار غير المبرر، خاصة وأن البلدين يلعبان دوراً محورياً في الملف الليبي لما لهما من تأثير مباشر في أمن واستقرار المنطقة.
وشارك في هذا الاجتماع ممثلون رفيعو المستوى من عدة دول معنية بالشأن الليبي، من بينها مصر، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، قطر، المملكة العربية السعودية، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة. وقد ناقش المشاركون ضرورة تعزيز الجهود الدولية من أجل تحقيق تسوية سياسية شاملة في ليبيا، وأكدوا على أهمية الالتزام بخارطة الطريق الأممية وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نزيهة بمشاركة جميع الأطراف.
هذا الاجتماع يتزامن مع تصاعد التحديات السياسية والاقتصادية داخل ليبيا، في وقت تبحث فيه الأطراف الإقليمية والدولية عن آليات لدعم وحدة المؤسسات الليبية وإنهاء حالة الانقسام الطويلة التي تعصف بالبلاد. كذلك، تطرق المشاركون إلى أهمية دعم الاقتصاد الليبي وتوفير المناخ الأمني للبدء في عمليات إعادة الإعمار.
وأكد البيان الرسمي الصادر بعد الاجتماع على ضرورة التنسيق المستمر بين الدول المهتمة بالشأن الليبي، ودعم جهود البعثة الأممية من أجل الوصول إلى اتفاق يسهم في استقرار البلاد. ولم يُدلِ أي من المشاركين بتصريحات حول احتمال انضمام تونس والجزائر إلى اجتماعات أو محادثات مقبلة بخصوص الملف الليبي.
يُذكر أن ليبيا ظلت موضوعاً محورياً في السياسة الدولية منذ 2011، ولا تزال الجهود تتواصل من أجل إنقاذ العملية السياسية وتحقيق مصالحة شاملة تضمن عودة الاستقرار للمنطقة.
