اجتماع عبيد البريكي ونور الدين الطبوبي: مساعٍ لاحتواء الأزمة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل
عقد عبيد البريكي، الأمين العام لحركة تونس إلى الأمام والقيادي النقابي السابق، سلسلة من الاجتماعات من بينها لقاء مع نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات داخل الاتحاد، حيث يسعى البريكي وجهات أخرى إلى لعب دور الوسيط من أجل معالجة الأزمة وتجنيب المنظمة النقابية المزيد من التصعيد.
وبحسب الصحفي المتخصص في الشأن النقابي سفيان لسود، تأتي هذه المبادرة في إطار بحث عن حلول توافقية تضمن استقرار الاتحاد وتساهم في توحيد صفوفه في وجه التحديات التي يمر بها القطاع النقابي في تونس خلال هذه المرحلة الحساسة. وشدد لسود على أهمية الاجتماعات التي عقدها البريكي مع شخصيات نقابية وسياسية مختلفة، والتي تشير إلى مساعٍ حقيقية لتحريك الملف والحد من الانقسامات.
وقد أكد مقربون من هذه الاجتماعات أن عبيد البريكي قدم جملة من المقترحات الرامية إلى فتح حوار موسع بين كافة الأطراف داخل الاتحاد، بهدف إيجاد أرضية مشتركة للحل والاتفاق على الخطوات المقبلة بما يصب في مصلحة المنظمة النقابية ويعيد إليها هدوءها واستقرارها.
وتأتي هذه المبادرات مع تنامي الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تونس، ما يستلزم توافقاً داخلياً بين جميع الفاعلين في المشهد النقابي والسياسي، إذ حذر مراقبون من أن استمرار الانقسامات قد يؤدي إلى تعميق الأزمة داخلياً ويقلل من قدرة الاتحاد على لعب أدواره الوطنية. كما يُنظر لهذا اللقاء وغيره من اللقاءات ذات الصلة باعتبارها جزءاً من ديناميكية مشاورات واسعة تسعى لإعادة ترتيب البيت النقابي والحفاظ على وحدته التاريخية.
يذكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان عبر في أكثر من مناسبة عن تمسكه بالحوار وتغليب المصلحة الوطنية، وإن اختلفت الآراء داخله حول كيفية إدارة المرحلة الحالية. وتعكس اجتماعات البريكي مع الطبوبي والقيادات الأخرى الرغبة في إعادة الزخم لمسار الإصلاح والتوافق على أولويات العمل النقابي في ظرف دقيق تمر به البلاد.