احتجاجات في قابس ضد تسريح موظفي شركة الإسمنت بعد انتهاء عقود العمل
شهدت مدينة قابس يوم الخميس 17 يوليو 2025 وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات العمال من شركة الإسمنت، وذلك على خلفية صدور قرار بإنهاء عقود عملهم خلال الأسبوعين المقبلين نتيجة انتهاء فترة التعاقد بنظام المناولة.
تجمّع الأعوان أمام مقر الشركة للتعبير عن رفضهم لهذا القرار الذي سيؤدي فعلاً لتسريح عدد كبير منهم من العمل، مطالبين إدارة الشركة بمراجعة القرار وإعطائهم فرصة الاستمرار في وظائفهم، مؤكدين أنهم يرفضون تلقي أي تعويضات معتبرين أن استمرارهم في العمل هو الحل الأمثل لأوضاعهم الاجتماعية والمهنية.
وفي تصريحات أدلى بها بعض العمال المحتجين لوسائل الإعلام المحلية، عبّروا عن خشيتهم من تداعيات هذا التسريح الجماعي، خاصة مع غياب بدائل عمل واضحة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، ما يجعل أي فقدان للوظيفة محنة كبيرة لأسرهم.
وذكّر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بأنهم عملوا طوال سنوات في ظروف صعبة وبجهد وإخلاص، كما نبهوا إلى أن إنهاء عقودهم سيضر بمعيشة عشرات العائلات في قابس. ونقلوا كذلك مطالبهم للسلطات المعنية، داعين إلى التدخل العاجل من أجل إعادة النظر في الإجراءات التي تحرمهم من مصادر رزقهم.
وتعيش قابس منذ فترة على وقع توتر اجتماعي متصاعد، خاصة مع تنامي الاحتجاجات بسبب البطالة وصعوبات القطاع الصناعي. وقد أثارت هذه التطورات مخاوف من تأزم الوضع الاجتماعي بشكل أكبر في حال عدم التوصل إلى حلول تحفظ حقوق العمال وتراعي مصلحة المؤسسة.
يجدر الإشارة إلى أن عددًا من الموظفين السابقين تم تثبيتهم في وظائفهم مؤخراً بعد صدور قانون إدماج العمل بالمناولة، غير أن مجموعة كبيرة ظلت مهددة بفقدان عملها مع نهاية هذه العقود. وتظل مطالب العمال واضحة: العدول عن قرار التسريح وتمكينهم من العودة إلى وظائفهم، بما يضمن الحد الأدنى من الاستقرار الاجتماعي لأسرهم.