احتجاج الأطباء الشبان في مستشفى حبيب بوقطفة: أزمة بنية تحتية واعتداءات متكررة
شهد مستشفى حبيب بوقطفة الجامعي في بنزرت مؤخرًا تحركات احتجاجية قادها الأطباء الشبان والعاملون بقسم الاستعجالي، احتجاجًا على الوضعية المتردية داخل القسم وظروف العمل الصعبة التي يعيشها الطاقم الطبي والمرضى على حد سواء.
تعاني أقسام الطوارئ بالمستشفى من أزمة حادة في البنية التحتية ونقص الموارد، حيث يواجه الفريق الطبي اكتظاظًا غير مسبوق بسبب العدد المرتفع للمرضى مقارنة بعدد الأسرة المتوفرة. يؤدي هذا النقص الحاد في أسرة الإيواء إلى تكدس المرضى في الممرات لعدة أيام متواصلة، حتى أن بعضهم يضطر للنوم على العربات الطبية وسط غياب شبه تام لقاعات الانتظار الملائمة.
وإلى جانب الاكتظاظ وتدهور الخدمات، اشتكى الأطباء أيضًا من غياب تدابير الحماية الكافية، حيث أصبحوا يتعرضون بشكل متكرر للاعتداءات اللفظية والجسدية أثناء أدائهم لواجبهم، مما فاقم من معاناتهم وجعلهم ينظمون وقفة احتجاجية ويرتدون الشارة الحمراء كتعبير عن رفضهم لهذا الوضع.
وفق الهيئات المهنية والمنظمات الطبية، فإن الأزمة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل أيضًا افتقار الأقسام الحيوية الأخرى بالمستشفى للموارد والإمكانيات، مما ينعكس سلبًا على جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
يطالب الأطباء الشبان والإطارات الصحية السلطات بالتدخل العاجل لإصلاح البنية التحتية ودعم الطواقم الطبية، كما يشددون على أهمية توفير الحماية القانونية والأمنية لزملائهم أثناء العمل، وذلك لضمان سلامتهم وتمكينهم من أداء واجبهم في ظروف أفضل.
هذه التحركات تعكس حجم الضغوطات والمصاعب التي تواجه مستشفيات الجهات في تونس، وتفتح النقاش مجددًا حول أوضاع الصحة العمومية والحاجة الملحّة لإصلاح قطاع الطوارئ والرعاية الصحية، بما يضمن كرامة المريض وسلامة الطبيب على حد سواء.
