احتفاء بمرور 198 سنة على اعتماد العلم التونسي: رمزية وطنية وتاريخية متجددة

تحتفل تونس اليوم، الاثنين 20 أكتوبر 2025، بحلول الذكرى الـ198 لاعتماد العلم الوطني الذي ترفرف ألوانه ليكون رمز السيادة والوحدة ورمزًا للمقاومة والتاريخ العريق لهذا الشعب. ففي مثل هذا اليوم من سنة 1827، وتحديدًا خلال حكم حسين باي الثاني، تم اعتماد الشكل الحالي للعلم التونسي الذي أصبح عنوانًا لهوية التونسيين ورسالة انتماء وفخر عبر الأجيال.

جاء قرار اعتماد العلم الوطني في ظرف تاريخي حساس تميّز بالتحولات السياسية الكبرى آنذاك، خاصة بعد معركة نافارين البحرية سنة 1827، فاتخذ الباي حسين الثاني من العلم الجديد رمزًا لإصرار الدولة على الاستمرار رغم التحديات. واختير التصميم الحالي ليحمل دلالات عميقة: خلفية حمراء تجسد دماء الشهداء ورمز الفداء، أما القرص الأبيض في الوسط وما يحمله من هلال أحمر ونجمة خماسية، فهما يعكسان الانتماء الإسلامي للتونسيين ويعبّران أيضًا عن رسالة الأمل والتجدد.

ومنذ رفعه لأول مرة، رافق العلم التونسي ملامح كل فترة من فترات تاريخ البلاد، فكان شاهدًا على نضالات الحركة الوطنية من أجل التحرر من الاستعمار الفرنسي، ثم على بناء دولة الاستقلال وتكريس السيادة الوطنية. وحرص المشرع التونسي على صون هذا الرمز، فتم سنّ قوانين تجرّم المساس بقدسية العلم وتضمن احترامه في كل الفضاءات الرسمية والشعبية.

تعتبر ذكرى اعتماد العلم مناسبة متجددة لتعزيز الشعور بالانتماء والوحدة الوطنية، ويقوم المواطنون والمؤسسات في هذا اليوم برفع العلم في الساحات والمدارس والإدارات. وتحرص الدولة على إقامة تظاهرات احتفالية وثقافية تُحاكي الأجيال الجديدة وتعرّفهم برمزية هذا الرمز الوطني الذي يجمع التونسيين تحت راية واحدة، ليبقى حاضرًا في وجدانهم من جيل إلى جيل.

وبهذه الذكرى العزيزة، يتطلع التونسيون دائمًا نحو المستقبل بإيمان راسخ بأن العلم سيظل رمز عزّهم وصمودهم مهما تغيرت الظروف.

المصادر:
– ويكيبيديا: علم تونس
– منشورات رسمية واحتفالات وطنية

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *