ارتفاع غير مسبوق في حالات الوفاة غرقًا بشواطئ تونس: الأسباب والتحذيرات
شهدت السواحل التونسية خلال نهاية الأسبوع الماضي ارتفاعًا لافتًا في عدد ضحايا حوادث الغرق، حيث سُجِّلت ست حالات وفاة يوم الأحد فقط، أربع منها في ولاية بنزرت واثنتان في جرجيس، بحسب مصادر من المرصد التونسي للطقس والمناخ.
وتأتي هذه الحوادث رغم التحذيرات المتكررة التي أصدرها المعهد الوطني للرصد الجوي، حيث نشر بلاغًا خاصًا مساء السبت، شدد فيه على خطورة السباحة في بعض الشواطئ المعروفة بتواجد تيارات بحرية خطرة وعدم توفر الإنقاذ الكافي فيها. كما أكدت بيانات الحماية المدنية أن نسبة كبيرة من الوفيات حصلت في مناطق صنفت منذ فترة طويلة على أنها خطرة وغير مهيئة للسباحة.
وأوضحت مصادر مختصة أن أسباب هذا التصاعد في ضحايا الغرق تعود إلى عدة عوامل، منها تجاهل التحذيرات الموجهة من الجهات الرسمية، بالإضافة إلى السباحة في أوقات أو أماكن يمنع فيها دخول البحر بسبب اضطراب الأمواج وقوة التيارات المائية. كما أن بعض الشواطئ تفتقر للرقابة أو خدمات الإنقاذ السريع، ما يزيد من احتمالية وقوع مآسٍ مماثلة.
وفي هذا السياق، أكد مختصون في مجال المناخ والسلامة البحرية أن بعض مرتادي الشواطئ يغامرون بالنزول إلى المياه رغم العلامات التحذيرية، وغالبًا ما تصعب عمليات التدخل الفوري بفعل العوامل الطبيعية وبعد الشواطئ غير المهيئة عن مراكز الإغاثة.
وقد شددت السلطات مجددًا على ضرورة التقيّد بالتعليمات الصادرة والابتعاد عن السباحة في المناطق المصنّفة خطرة، إلى جانب دعوة المواطنين إلى متابعة مستجدات النشرات الجوية تفاديًا لأي مخاطر محتملة. وأطلقت حملات تحسيسية مكثفة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المصطافين حول أهم قواعد السلامة، لا سيما للأطفال والشباب في فترات الذروة الصيفية.
يُشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى الشواطئ بشكل كثيف، مما يتطلب رفع درجات الحذر والاستجابة السريعة لجميع الإرشادات، مع الإشارة إلى أن حوادث الغرق ليست مرتبطة فقط بدرجات الحرارة، بل بسلوكيات وقرارات الأفراد وسلامة البنية التحتية للمناطق الساحلية التونسية.
في الختام، توصي الجهات المختصة بالتبليغ الفوري عن أي حالة طارئة والتعاون مع فرق الإنقاذ، مع تذكير الجميع بأن الوقاية والحذر هما الطريق الأمثل لقضاء صيف آمن وخالٍ من المآسي البحرية.