ارتفاع في السياحة الداخلية بتونس وغلاء الأسعار يواجه الزوار المحليين

شهد قطاع السياحة الداخلية في تونس خلال عام 2024 نقلة نوعية ملحوظة، حيث كشف أحمد بالطيب، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، عن ارتفاع عدد التونسيين الذين اختاروا قضاء عطلاتهم داخل البلاد ليصل إلى نحو 1.25 مليون زائر هذا العام. ويمثل هؤلاء حوالي ربع إجمالي الليالي المقضاة في النزل التونسية، بالإضافة إلى مساهمتهم بنسبة تقارب 38% من قيمة المعاملات السياحية، خاصة خلال الفترة الممتدة بين شهري يوليو وأغسطس وسبتمبر التي تمثل ذروة الموسم السياحي المحلي.

وبحسب عدد من التقارير المتخصصة، فإن السياحة الداخلية أصبحت رافداً أساسياً لقطاع السياحة بما تقدمه من عائدات متنامية سنوياً. وأكدت التوقعات أن إنفاق التونسيين على السفر الداخلي سيرتفع بنسبة 5% مقارنة بالسنة الماضية، ليصل إلى 11.7 مليار دينار تونسي مع نهاية 2024، مما يمثل دعماً للاقتصاد الوطني ويساهم في تشغيل العديد من المنشآت السياحية بمختلف الولايات.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال الأسر التونسية تواجه صعوبات بسبب ارتفاع تكاليف الإقامة في الفنادق والمنتجعات. وقد أطلقت بعض النزل والمجمعات السياحية تخفيضات وصلت إلى 45% في محاولة لجذب العملاء، خاصة من العائلات، إلا أن شكاوى المواطنين تتزايد بشأن قدرة العائلة المتوسطة على تغطية مصاريف عطلة سياحية دون اللجوء للاقتراض أو التضحية بنفقات أخرى ضرورية.

وفي تعليقه على هذا التحدي، دعا أحمد بالطيب إلى مزيد من الجهود لتسهيل حصول العائلات التونسية على عروض سياحية بأسعار مناسبة، مشيراً إلى ضرورة التنسيق بين القطاعين العام والخاص لضبط الأسعار وتقديم حوافز إضافية للتونسيين. كما شدد على أهمية تحسين جودة الخدمات السياحية وتوسيع الخيارات حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من المواطنين من الاستفادة من المقومات الطبيعية والثقافية المتنوعة التي تزخر بها تونس.

ختاماً، بالرغم من سجل النمو الواضح الذي تحققه السياحة الداخلية، إلا أن تحقيق عدالة أكبر في توزيع الخدمات والأسعار سيبقى مطلباً رئيسياً لضمان استدامة هذا النمو وجعله أقرب إلى تطلعات جميع التونسيين.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *