ارتفاع متوقع في أعداد المسلمين بأوروبا بحلول 2050 وفق تقديرات بحثية حديثة
كشفت تقديرات حديثة أعدها مركز بيو للأبحاث ونشرت في تقارير إحصائية متخصصة، عن أن معدلات زيادة عدد المسلمين في أوروبا تتجه نحو تصاعد ملحوظ حتى عام 2050. وتظهر هذه التوقعات استناداً إلى سيناريوهات مختلفة للهجرة أن نسبة المسلمين ستسجل نمواً ملحوظاً في عدة دول أوروبية، متجاوزة الحدود الحالية بشكل كبير.
وحسب الدراسات المنشورة، يُتوقع أن يصل عدد المسلمين في أوروبا إلى ما بين 7% و14% من إجمالي السكان بحلول منتصف القرن، وذلك حسب مستويات الهجرة والظروف الاجتماعية والسياسية في القارة. من ضمن هذه الدول، تبرز السويد كإحدى الدول التي يحتمل أن تشهد أعلى نسبة للمسلمين، حيث يُتوقع أن يشكل المسلمون قرابة 30% من عدد سكانها، بينما تليها كل من النمسا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة بنسب تتراوح بين 17% و20% تقريبًا.
وترجع أسباب هذا الارتفاع إلى عوامل متداخلة، من بينها الهجرة بشكل أساسي وزيادة معدلات المواليد لدى المجتمعات المسلمة بالمقارنة مع باقي المجموعات السكانية. وقد بين مركز بيو في تقاريره أن وصول عدد المسلمين إلى ما يقارب خمس سكان الاتحاد الأوروبي في بعض السيناريوهات ليس من المستبعد، لا سيما في حال استمرت سياسات استقبال اللاجئين والمهاجرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة على حالها.
وتؤكد التحليلات أن التغييرات الديمغرافية المقبلة لا تقتصر على جانب الأعداد فحسب، بل قد تنعكس أيضاً على البنية المجتمعية والثقافية في أوروبا، مع استمرار الجدل حول قضايا الهوية والاندماج كأحد أهم التحديات المطروحة أمام المجتمعات والحكومات الأوروبية.
تسلط هذه التوقعات الضوء على أهمية الاستعداد لمرحلة جديدة في القارة الأوروبية، حيث ستلعب الديناميكيات الاجتماعية والثقافية دوراً جوهرياً في صياغة مستقبل أوروبا خلال العقود القادمة. وتبقى مسألة سياسات الهجرة والاندماج وأثرها على المجتمعات محوراً أساسياً للنقاش المستقبلي، مع المتابعة المستمرة للتطورات الديمغرافية وفق ما ورد في تقارير مراكز الأبحاث العالمية.