استطلاع جديد: الأحزاب العربية تحمل مفتاح التوازن في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” العبرية مؤخراً وجود انقسام حاد في الساحة السياسية الإسرائيلية، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وبحسب ما كشف عنه الاستطلاع، فإن معسكر رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو سيظفر بـ52 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي إذا أُجريت الانتخابات اليوم، في حين أن معسكر المعارضة سيحصل على 58 مقعدًا. أما الأحزاب العربية، فستكون بحوزتها 10 مقاعد، مما يجعلها في موقع حاسم لتحديد مَن سيشكل الحكومة القادمة.
هذه النتائج توضح أن أياً من الطرفين – سواء التحالف الحاكم أو المعارضة – لن يكون بمقدوره حسم الأغلبية منفردًا من دون دعم الكتل العربية، التي أصبحت رقماً صعباً في المعادلة السياسية بعد تراجع التأييد الشعبي للأحزاب التقليدية. ويأتي هذا الاستطلاع في ظل أزمات وتحديات سياسية واقتصادية متفاقمة تعصف بإسرائيل، بالإضافة إلى تصاعد الخلافات بين القوى المختلفة حول قضايا الأمن والاقتصاد ومستقبل العلاقات الخارجية.
ويشير عدد من المحللين إلى أن هذه المعادلة الجديدة تمنح الأحزاب العربية فرصة غير مسبوقة للتأثير على شكل الحكومة القادمة، سواء من خلال الانضمام لتحالف موسع أو عبر مساندة أحد المعسكرين من الخارج مقابل تحقيق مطالب سياسية واجتماعية لمجتمعاتهم.
وفي ضوء هذه الصورة المرسومة بالأرقام والتوقعات، بات مستقبل الحياة السياسية في إسرائيل مرهوناً بخيارات الأحزاب العربية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لمزيد من الحوارات الوطنية ومحاولة إيجاد حلول وسط من شأنها إنهاء حالة الاستقطاب وتجنب الذهاب لانتخابات مبكرة أخرى.
هذه التطورات تضع المجتمع الإسرائيلي أمام مفترق طرق مهم، حيث لم تعد التحالفات التقليدية قادرة على ضمان الاستقرار، الأمر الذي يعزز من أهمية الصوت العربي باعتباره العامل المرجح لكفة الفائز في الانتخابات القادمة.
