استمرار أزمة رحلات الخطوط التونسية السريعة وتعليق تراخيصها الأوروبية
تواجه شركة الخطوط التونسية السريعة (Tunisair Express) أزمة متفاقمة بسبب تعليق الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) لتصاريح تشغيلها في الأجواء الأوروبية. حيث دخلت الشركة في حالة من الضبابية بخصوص مستقبل تشغيل رحلاتها إلى أوروبا، لا سيما إلى وجهات مثل إيطاليا ومالطا، بعد أن تم سحب التراخيص بشكل فوري على خلفية متطلبات السلامة الفنية والتنظيمية التي فرضتها الوكالة.
يرجع السبب الأساسي لتجميد النشاط الأوروبي للشركة إلى عملية تحديث تقنية إلزامية لمعلومات تشغيل الرحلات؛ إذ طلبت EASA من الشركة تنفيذ عملية تحيين لأنظمة إدارة بياناتها لتعزيز الشفافية وتحقيق مستويات أعلى من السيطرة على العمليات الجوية، بهدف رفع معايير السلامة. ورغم تأكيد إدارة الشركة أن هذه التعديلات التقنية جارية، إلا أن وتيرة العمل تبدو بطيئة نسبياً، ما أدى إلى استمرار التوقف لفترة أطول من المتوقع.
هذا الوضع تسبب في ارتباك كبير للمسافرين الذين كانوا يعولون على رحلات الشركة إلى أوروبا، حيث أصبحوا يواجهون تأجيلات متكررة واضطرابات في جداول رحلاتهم، دون وضوح في موعد استئناف الخدمات. كما أثارت هذه الأزمة مخاوف حول التبعات المالية والإدارية على الشركة، خاصةً مع ما خلفته من أعباء إضافية في التواصل مع الركاب وتقديم التعويضات للمتضررين.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الخطوط التونسية السريعة صعوبات مرتبطة بالامتثال للمعايير الأوروبية، إلا أن تعليق التراخيص الحالي يُعد من الإجراءات الأكثر حدة وتأثيراً على عمليات الشركة، خصوصاً في ظل المنافسة الإقليمية وازدياد متطلبات السلامة الدولية.
وفي انتظار الانتهاء من التعديلات التقنية وإعلان الوكالة الأوروبية لإعادة تفعيل الترخيص، تظل الشركة أمام تحديات كبرى لإعادة بناء سمعتها واستعادة ثقة المسافرين واستئناف نشاطها الكامل نحو الأسواق الأوروبية.