اضطرابات في مطار نيس: ضغط شديد على المراقبين الجويين يهدد سلامة الرحلات
شهد مطار نيس كوت دازور في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في التحديات المتعلقة بإدارة الحركة الجوية، إذ يعاني برج المراقبة من نقص حاد في عدد الموظفين المتخصصين، ما أدى إلى عواقب مباشرة على سير رحلات المسافرين وسلامة الطيران.
هذا النقص في الموارد البشرية دفع العاملين في برج المراقبة للعمل تحت ضغوط متزايدة، حيث يضطر بعضهم إلى تحمل نوبات عمل طويلة ومتواصلة لتغطية العجز في الطاقم، الأمر الذي رفع من مستوى الإجهاد والتوتر لديهم. وقد كشفت مصادر في قطاع الطيران الفرنسي أن غياب مراقبين أساسيين في فترات الذروة ساهم في وقوع أخطاء كادت تؤدي إلى حوادث اصطدام خطيرة بين الطائرات، بالإضافة إلى تكرار حدوث التأخيرات في الإقلاع والهبوط، ما أثار استياء العديد من المسافرين.
ووفقًا لتقارير إعلامية وتصريحات الهيئة العامة للطيران المدني الفرنسية، فإن الظروف التشغيلية المتردية تعود إلى عدة أسباب، منها ارتفاع معدل الإجازات المرضية بين الطاقم وصعوبة استقطاب مراقبين جدد، إلى جانب ارتفاع الضغط الناتج عن تزايد حركة الطيران خلال المواسم السياحية.
هذه الوضعية لا تقتصر آثارها على العمليات التشغيلية فحسب، بل تمتد أيضًا لتؤثر على سمعة مطار نيس وخدماته المقدمة لآلاف المسافرين يوميًا. ودعت الجهات المعنية في القطاع إلى ضرورة التدخل العاجل عبر تعزيز التوظيف وتحسين بيئة العمل في برج المراقبة، من أجل التقليل من مخاطر الحوادث وضمان سلامة حركة الطيران.
من جانبهم، أشار خبراء طيران إلى أهمية إخضاع عمليات برج المراقبة لمراجعة شاملة، واعتماد حلول عملية لتقليل ضغوط العمل وتفادي حدوث المزيد من الأزمات مستقبلاً، خاصة في ظل اعتماد المطار الكبير على عدد محدود من المراقبين لتسيير حركة جوية متزايدة بشكل مستمر.
في ظل هذه المعطيات، يبقى تحسين ظروف عمل المراقبين وتعزيز أعدادهم أولوية لضمان استمرار سلامة المسافرين وكفاءة المطار في استيعاب النمو الكبير في حركة الطيران.