الأحزاب العربية تمسك بزمام الترجيحات في الانتخابات الإسرائيلية حسب أحدث استطلاع

أشار استطلاع رأي حديث أجرته صحيفة “معاريف” العبرية ونُشر يوم الجمعة إلى استمرار حالة الانقسام والتعقيد في الساحة السياسية الإسرائيلية، مؤكدًا أن مصير الحكومة المقبلة سيتوقف إلى حدّ كبير على موقف الأحزاب العربية في الكنيست.

ووفق نتائج الاستطلاع، تحظى كتلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ52 مقعدًا، بينما تنال المعارضة 58 مقعدًا، في حين تبلغ حصة الأحزاب العربية 10 مقاعد إذا أجريت الانتخابات في الوقت الراهن. تعكس هذه النتائج صعوبة تشكيل حكومة جديدة لأي معسكر دون تحالف أو تنسيق مع القوائم العربية، ما يضع الأخيرة في موقع استثنائي يسمح لها بترجيح كفة الفائز أو تعطيل تشكيل أي ائتلاف حكومي.

المشهد السياسي الحالي يتسم بتوازن هش بين معسكر نتنياهو وخصومه من الأحزاب الليبرالية واليسارية، إذ لم تحقق أي جهة أغلبية تمكنها من تشكيل حكومة بمفردها (الحد الأدنى المطلوب هو 61 مقعدًا). وفي مثل هذا السياق، تصبح القوائم العربية “بيضة القبان”، إذ يمكن لأي جانب كسب دعمهم أو تأييدهم ليصبح في موقع الأقوى.

يرى بعض المحللين أن هذه الأرقام تعكس استمرار الانقسام الحاد في المجتمع الإسرائيلي حول السياسات الداخلية والخارجية، كما تؤشر إلى تصاعد أهمية الصوت العربي وتأثيره في مخرجات العملية الانتخابية. ويشير آخرون إلى أن بعض الأحزاب العربية تفضل الاحتفاظ بموقف “الوسيط” وعدم المشاركة المباشرة في أي ائتلاف حكومي، وذلك حفاظًا على استقلاليتها السياسية وتحقيق مكاسب أكبر لناخبيها عبر المناورة بين الكتل المتنافسة.

رغم أن الدورات الانتخابية السابقة غالبًا ما أفضت إلى نتائج متقاربة، إلا أن استطلاع “معاريف” الحالي يبعث برسالة واضحة مفادها أن الاتجاهات لم تتغير كثيرًا منذ الانتخابات الأخيرة، وأن أي تغيير طفيف في تحالفات القوائم قد يقلب معادلة السلطة كليًا.

وفي ظل هذا الواقع السياسي شديد السيولة، يتوقع مراقبون أن تتواصل المناورات بين الأحزاب الكبرى والأحزاب العربية، وقد تكون الأيام المقبلة حاسمة في بلورة خريطة التحالفات أو الانقسامات، استعداداً لأي انتخابات مفاجئة قادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *