الأضرار الصحية المدمرة للإضراب الكامل عن الطعام والماء
يلجأ بعض الأفراد في ظروف معينة إلى إضراب كامل عن الطعام والماء، وهي خطوة شديدة الخطورة لها تبعات صحية جسيمة تبدأ في الظهور بعد وقت قصير جدًا من الامتناع التام عن الأكل والشرب.
خلال أول يومين من الإضراب، يشرع الجسم في فقدان السوائل بسرعة كبيرة، إذ إن الإنسان لا يمكنه البقاء على قيد الحياة من دون ماء إلا لعدة أيام محدودة. تظهر العلامات السريعة للجفاف الشديد، فيصبح الفم والجلد جافين بشكل ملحوظ، ويقل البول بصورة كبيرة مع ارتفاع حرارة الجسم، وقد يصاحب ذلك الشعور بالدوار والإجهاد المستمر.
مع استمرار الامتناع عن الشرب والطعام، يواجه الجسم أزمة حقيقية تتمثل في فقد الطاقة والسوائل، ما يؤدي إلى اضطراب وظائف الكلى وتفاقم الجفاف ليصل إلى درجة خطيرة تهدد الحياة. بعد اليوم الثالث أو الرابع تصبح الأعراض أكثر شدة: ضعف عام، اضطراب في ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، وقد تظهر أعراض نفسية مثل الهلوسة وفقدان التركيز.
عندما يستمر الجفاف لوقت أطول دون تعويض، تبدأ الأعضاء الحيوية بالتأثر بشكل مباشر، فتضعف وظائف الكبد والكلى، ويصبح الجسم معرضًا لفشل الأعضاء المتعددة، بالإضافة إلى حدوث تشنجات عضلية واختلالات في أملاح الدم، وكل هذه التغييرات قد تؤدي إلى الوفاة خلال فترة قصيرة قد لا تتجاوز أسبوعًا.
بالمقارنة، فإن الإضراب عن الطعام فقط (مع شرب الماء) يتيح للجسم فرصة أطول للبقاء، إذ يمكن لبعض الأشخاص الصمود أسابيع، لكن الجفاف الناتج عن الامتناع عن الماء يؤدي بسرعة شديدة إلى الانهيار العضوي.
من المهم التأكيد أن المضربين عن الطعام والماء يحتاجون إلى مراقبة طبية دقيقة منذ اللحظة الأولى لأي إضراب، إذ إن التدخل السريع في حال ظهور علامات الجفاف أو المضاعفات قد ينقذ الحياة. ويجب أن يعرف الجميع أن المخاطر الناجمة عن «الإضراب الوحشي» متعددة ومعقدة، وأن الحياة لا يمكنها الاستمرار دون ماء لفترة تتجاوز بضعة أيام، ويُعد هذا النوع من الإضراب مخاطرة كبيرة لا تحمد عقباها.
