الاتحاد الأوروبي وتونس: خطوات جديدة نحو تعزيز الشراكة في الذكرى الثلاثين
في إطار الاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على إبرام اتفاقية الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي، أصدر سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدون بتونس بيانًا مشتركًا يؤكدون فيه على أهمية هذه المناسبة في ظل تحولات عالمية متسارعة وتحديات كبرى تواجه الطرفين.
جاء في البيان أن هذه الذكرى تأتي في فترة تتسم بتصاعد النزاعات الجيوسياسية، وتراجع منظومة التعاون الدولي، بالإضافة إلى التحديات التي تمس الحريات وحقوق الإنسان. وأشار السفراء إلى أن التعاون الوثيق بين تونس والاتحاد الأوروبي أثبت فاعليته في مواجهة أزمات عديدة، من بينها الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا وصعوبات التنمية الاقتصادية.
وشدد البيان على أن المستقبل المشترك بين تونس والدول الأوروبية ينبغي أن يقوم على أساس الحوار المستمر، والاحترام المتبادل، والعمل المشترك من أجل معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل دعم الاقتصاد، تعزيز منظومة الصحة والتعليم، وأيضًا التصدي للتطرف وتعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما أعرب السفراء عن التزام دول الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم تونس فنيًا وماليًا، ومرافقتها في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الهادفة إلى ترسيخ دولة القانون وتنشيط الاقتصاد وتحسين ظروف عيش المواطنين. وأكد البيان أن هذه الشراكة ليست موجهة فقط لمواجهة التحديات الراهنة، بل تهدف أيضًا لاستشراف آفاق تعاون أوسع يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.
وأشار السفراء إلى أن العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي تجاوزت الإطار التقليدي للعلاقات الدبلوماسية، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في منطقة المتوسط من حيث التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي.
وفي ختام البيان، دعا السفراء إلى تعزيز الحوار مع مختلف مكونات المجتمع التونسي، خاصة الشباب والنساء، باعتبارهم شركاء أساسيين في تحديد معالم المستقبل المشترك، مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي سيبقى داعمًا قويًا لتونس في مسيرتها نحو الاستقرار والازدهار.