الاحتجاجات تتصاعد: دكاترة عاطلون عن العمل يطالبون بالتشغيل المباشر دون مناظرات
نظم عدد من الدكاترة العاطلين عن العمل، صباح الأربعاء 3 سبتمبر 2025، وقفة احتجاجية بارزة أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية، للتعبير عن رفضهم لمبدأ اجتياز المناظرات الوطنية كحل لتوظيفهم، ومطالبتهم بقرارات استثنائية تضمن لهم الانتداب الفوري في الوظائف العمومية.
ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تندد ببطالة أصحاب الشهائد العليا واستمرار سياسة التسويف. وأكدت يسرى ناجي، المتحدثة باسم المحتجين، في تصريحاتها لوسائل الإعلام، أن هذه الفئة من الدكاترة ترفض مسار المناظرات، حيث تعتبره غامضًا وغير عادل في ظل ما وصفوه بعدم الشفافية والتلاعب بالنتائج، معبرة عن أملهم في تدخل رئاسي لإصدار أوامر مباشرة بتوظيفهم.
وقد شدد الدكاترة العاطلون على أن وضعهم الحالي لا يحتمل مزيدًا من الانتظار، مؤكدين أن غياب الخطة الواضحة لتشغيل أصحاب شهادات الدكتوراه يمثل استنزافًا لطاقة الكفاءات الوطنية وإهدارًا لمسارهم العلمي والبحثي. وأشاروا إلى أن التحركات الاحتجاجية تأتي بعد وعود عديدة لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وأن الأزمة مرشحة للتصعيد إذا لم يتم إيجاد حلول عاجلة تلبي مطالبهم.
وفي المقابل، ربط مراقبون هذه التحركات بالنقاش الدستوري، حيث دعا البعض إلى التمسك بآليات الانتداب العمومي المنصوص عليها في التشريعات والابتعاد عن الحلول الاستثنائية، تجنبًا لأي تعارض مع الضوابط القانونية المنظمة للوظيفة العمومية في تونس. وأثارت المطالب جدلًا واسعًا حول التوفيق بين الاستجابة لمعضلة بطالة حاملي الشهادات العليا، واحترام الدستور وقواعد تكافؤ الفرص.
يُذكر أن ملف الدكاترة الباحثين العاطلين عن العمل قد شهد خلال الفترة الأخيرة العديد من التحركات والمفاوضات مع الجهات الرسمية، وسط تصاعد الأصوات المطالبة بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية وإيجاد أفق جديد لهؤلاء الشباب.