الاقتصادي حسام سعد: تراجع مكانة تونس في سوق الفسفاط العالمي ومخاوف من فقدان ريادتها

في تدوينة أثارت اهتمام الأوساط الاقتصادية، أشار المستشار الجبائي والخبير في السياسات الاقتصادية حسام سعد إلى الوضع المقلق الذي يشهده قطاع الفسفاط في تونس، حيث أكد أن البلاد خرجت عملياً من دائرة المنافسة العالمية في هذا المجال الاستراتيجي الذي طالما مثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.

وأعرب سعد، الذي يتمتع بخبرة دولية واسعة تربو على عشر سنوات في مجال الاستثمار والتخطيط الاقتصادي، عن أسفه للحالة الحرجة التي وصل إليها القطاع بعد أن كانت تونس في طليعة المنتجين والمصدرين للفسفاط ومشتقاته منذ عقود. وشدد على أن التحديات الراهنة تتجاوز فقط ضعف الإنتاج، بل تشمل أيضاً مشاكل هيكلية متراكمة تتعلق بكفاءة الاستغلال والانقطاعات المتكررة في العمليات اللوجستية وصعوبات التصدير نتيجة عدم تحديث المعدات والبنى التحتية.

وأكد سعد أن هذا التراجع أضر بعائدات البلاد من العملة الصعبة وحرم تونس من فرص استثمارية كبرى في مرحلة تعتبر فيها المنتجات الفسفاطية سلعة مطلوبة في الأسواق الزراعية والصناعية العالمية.

وربط الخبير المجال بضرورة القيام بإصلاحات عميقة وجذرية في السياسات العامة للقطاع، تبدأ من مستوى الحوكمة والتسيير، وتحسن من بيئة العمل والإنتاج، فضلاً عن وضع خارطة طريق واضحة لتحقيق الشفافية وإعادة الثقة للمستثمرين المحليين والدوليين.

من جهة أخرى، أشار خبراء اقتصاديون آخرون إلى أن إعادة الانتعاش لهذا القطاع تتوقف أيضاً على تحديث منظومات النقل والتوزيع وتصحيح السياسات الاجتماعية المرتبطة بالمناطق المنتجة، بحيث تتحول إلى مساحة تنموية فعلية، وتعود تونس إلى لعب دورها المحوري في السوق العالمي.

يُذكر أن تونس كانت خلال ثمانينيات القرن الماضي من أكبر منتجي الفسفاط عالمياً، قبل أن يؤدي تراكم الإشكالات الاجتماعية والإدارية واللوجستية إلى تراجع تدريجي في مستويات الإنتاج والصادرات. وبالرغم من محاولات رسم خطط إصلاحية، لا تزال التحديات عميقة وتحتاج إلى إرادة حقيقية وتكافل وطني لاستعادة مكانة تونس ومواجهة التحولات في السوق العالمية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *