الحركة السياحية في الحمامات: شواطئ هادئة وحيرة بين أصحاب الأعمال
شهدت مدينة الحمامات، الوجهة الساحلية الشهيرة في تونس، مشهداً غير معتاد هذا الأسبوع مع انطلاق ذروة الموسم الصيفي لعام 2025. فعلى عكس التوقعات التي تفترض ازدحام الشواطئ وتعج المقاهي والمطاعم بالزوار، ساد هدوء ملحوظ على الساحل، حيث بدت الشواطئ شبه خالية، وظهرت المرافق السياحية باردة الحركة.
هذا المشهد كان موضع اهتمام الأهالي ونشطاء القطاع السياحي، وامتد ليشمل الأوساط الرسمية. فقد عبّر ياسين مامي، النائب عن دائرة الحمامات، عن قلقه من حالة الجمود غير المسبوقة، مؤكداً أن هدوء المدينة في هذا التوقيت من السنة يثير تساؤلات حول المشهد العام والظروف التي أدت إلى عزوف الزوار، رغم أنّ مؤشرات السياحة الوافدة إلى تونس تبدو إيجابية في المجمل خلال عام 2025 وفق تقارير رسمية.
وتحدث عدد من أصحاب المقاهي والمطاعم والفنادق عن قلة الزبائن وتراجع الحجوزات مقارنة بصيف السنوات الماضية. وأرجع البعض ذلك إلى عوامل اقتصادية أثرت على القدرة الشرائية للعائلات التونسية، إضافة إلى توجس الشريحة المحلية من غلاء الأسعار. في المقابل، يرى بعض المهتمين بالقطاع أن اضطراب الأحوال الجوية أو التأثيرات الإقليمية والدولية ربما أثرت على موسم السياحة في المدينة هذا العام.
من جهة أخرى، تعمل السلطات المحلية والقطاع الخاص بشكل حثيث على تدارك الوضع من خلال حملات ترويجية مكثفة وتحسين جودة الخدمات لجذب المزيد من الزوار داخلياً وخارجياً. ويأمل الجميع أن تشهد الأسابيع المقبلة تدفقات أكبر تعيد للحمامات أجواءها المعتادة كعاصمة السياحة الصيفية في تونس.
وبين ترقب وانتظار، ينتظر الفاعلون في القطاع السياحي وضيوف المدينة تحسن الأوضاع وعلاج مسببات انكماش الحركة، ليبقى البحر رمزاً للجذب والاحتفاء لا سبباً للنفور.