الحزب الدستوري الحر يشارك في احتفال اليوم الوطني الفرنسي بتونس في تحول لافت بسياساته الخارجية
شهدت السفارة الفرنسية بتونس، يوم 14 جويلية 2025، حدثًا غير مسبوق بمشاركة وفد من الحزب الدستوري الحر في الاحتفال الرسمي بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، وذلك استجابة لدعوة وجهتها السفارة بشكل رسمي لقيادة الحزب. يعتبر هذا الحضور تحولًا نوعيًا في سياسات الحزب الذي ظلّ ولسنوات طويلة يعبّر عن تحفّظه تجاه إقامة علاقات مباشرة مع التمثيلات الدبلوماسية الأجنبية باسم الدفاع عن السيادة الوطنية التونسية.
وأكد الحزب في بيانه أن قبوله هذه الدعوة جاء بعد دراسة معمّقة لمصالح الدولة التونسية وضرورة الانفتاح على المجتمع الدولي في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، مع المحافظة على المبادئ الأساسية للحزب وفي مقدمتها الدفاع عن مبدأ السيادة الوطنية. واعتبر بعض المراقبين أن الخطوة تبرز رغبة الحزب في تعديل منهجه في العلاقات الخارجية وتقديم صورة جديدة أكثر انفتاحًا نحو الفاعلين الدوليين دون التفريط في ثوابته.
وقد أوضح نافع العريبي، أحد قيادات الحزب، أن المشاركة تهدف إلى تأكيد احترام الحزب للدبلوماسية الدولية وإبراز مكانة تونس في محيطها الإقليمي والعالمي، مشددًا في الوقت ذاته على أن الانفتاح على السفارات لا يتعارض مع مواقف الحزب السيادية، بل ينسجم مع ضرورات المرحلة الحالية، خاصة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الساحة الوطنية والدولية.
من ناحية أخرى، عكست خطوة الحزب تفاعلًا إيجابيًا مع دعوة السفارة الفرنسية للاحتفال بعيدها الوطني، وهو احتفال يرمز تاريخيًا إلى قيم الحرية والديمقراطية. وقد لاقت المشاركة اهتمامًا ملحوظًا لدى وسائل الإعلام المحلية، حيث اعتبرها البعض مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة في تعاطي الحزب مع القضايا ذات البعد الدولي وتعزيز الحوار مع الشركاء التقليديين لتونس.
يُذكر أن 14 جويلية يمثل مناسبة سنوية تحتفل بها فرنسا بالحرية والوحدة، ويشارك فيها عادة مسؤولون سياسيون ودبلوماسيون وشخصيات من المجتمع المدني، ما يجعل تواجد الحزب الدستوري الحر هذا العام حدثًا استثنائيًا في تاريخ علاقته مع الدبلوماسية الفرنسية. وتبقى الأنظار متجهة نحو الخطوات القادمة التي سيعتمدها الحزب في إطار مقاربته الجديدة للتواصل مع القوى الخارجية.