السفيرة الفرنسية في تونس: تحقيق معمق حول مقتل المواطن عبد القادر الذيبي في مارسيليا

أجرت السفيرة الفرنسية في تونس، آن غيغون، حواراً مطولاً مع إذاعة “موزاييك موند” تناولت فيه آخر المستجدات بشأن حادثة مقتل المواطن التونسي عبد القادر الذيبي بمدينة مارسيليا الفرنسية. وأكدت السفيرة أن السلطات الفرنسية ما تزال بصدد القيام بتحقيق دقيق ومفصل للكشف عن ملابسات هذه الحادثة الشنيعة التي أثارت صدمة كبيرة وغضباً واسعاً في الشارع التونسي والرأي العام.

أوضحت السفيرة أن النائب العام الفرنسي قد أعطى تعليماته لفرق الشرطة القضائية ومصالح تفقدية الشرطة بفتح تحقيق شامل يشمل كل التفاصيل، وشددت على أن الإجراءات تسير وفق أعلى مستويات الشفافية والدقة للوصول إلى الحقيقة ومحاسبة المتورطين إن ثبتت الإدانات. وأضافت أن السلطات الفرنسية تولي هذا الملف أهمية استثنائية مراعاة لعلاقات الصداقة الوثيقة بين الشعبين التونسي والفرنسي، وللمكانة الخاصة التي يحظى بها أفراد الجالية التونسية المقيمة في فرنسا.

وفي تطرقها إلى ما أثير حول دوافع الحادثة وتباين الروايات بشأنها، شددت السفيرة غيغون على أن فرنسا ترفض كل أشكال العنصرية والكراهية، وتعمل السلطات بصرامة على حماية جميع المواطنين والأجانب من أي ممارسات عنصرية أو معتدية على الحقوق. وقالت إن باريس مصممة على احترام القيم الإنسانية والحقوقية في تعاملها مع مختلف القضايا، وأن العدالة الفرنسية وحدها هي المخولة بتحديد المسؤوليات في إطار تحقيق مستقل وموضوعي.

كما شددت السفيرة أن القضاء الفرنسي لن يتردد في اتخاذ الإجراءات الضرورية إذا ما أثبتت التحقيقات تورط أي طرف في خطأ أو تجاوز، ملتزمة باسم الحكومتين الفرنسية والتونسية بضمان المحاسبة ورد الحقوق لأصحابها. ودعت السفيرة الرأي العام إلى انتظار مخرجات التحقيق وعدم استباق النتائج، وطمأنت عائلة الفقيد بأن العملية تسير بشكل جدي دون أي محاولة للالتفاف أو التستر على الحقيقة.

واختتمت السفيرة غيغون الحوار بالتأكيد على أن الحادث المؤسف لن يؤثر على متانة العلاقات بين تونس وفرنسا، وأن التواصل مستمر بين الحكومتين بهدف إزالة كل الشبهات وطمأنة أفراد الجالية التونسية بفرنسا، معلنة التزامها الشخصي بمتابعة الملف حتى نهايته. وأشارت إلى أن الحوار والتعاون الصريح بين السلطات التونسية والفرنسية يشكلان السبيل الأفضل لمعالجة الحادثة ومنع تكرارها مستقبلاً.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *