الصين تتصدر قائمة موردي تونس لأول مرة في 2025

كشفت بيانات رسمية جديدة من المعهد الوطني للإحصاء أن سوق الاستيراد التونسي يشهد تحولات غير مسبوقة خلال عام 2025، حيث تمكنت الصين من انتزاع الصدارة بين موردي تونس وتجاوزت بذلك كلًا من إيطاليا وفرنسا، الشريكتين التقليديتين للبلاد على مدار سنوات.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، استحوذت الصين على نسبة 13% من إجمالي واردات تونس، متقدمة على إيطاليا التي سجلت 12% فقط، بينما تراجعت فرنسا إلى المرتبة الثالثة بنسبة بلغت 11%. ويعد هذا التغير الحاصل في ترتيب الشركاء التجاريين انعكاسًا واضحًا لعوامل متعددة أهمها التوسع السريع للتجارة التونسية الصينية ورغبة تونس في تنويع مصادر استيرادها والبحث عن أسواق أقل تكلفة وأكثر قدرة على تلبية متطلباتها الصناعية والتكنولوجية.

وبمقارنة الأرقام الحالية بأرقام السنة الماضية، فقد شهدت السوق التونسية تحولًا ملحوظًا؛ إذ كانت إيطاليا تحتل المرتبة الأولى عام 2024 قبل أن تتراجع بفعل المنافسة الصينية القوية والسياسات التجارية المرِنة التي تنتهجها بكين، إلى جانب تقديم منتجات عالية الجودة بكلفة معقولة.

وتعكس هذه المؤشرات تحوُّل ملامح الاقتصاد التونسي وخريطة الشراكات الدولية، حيث بدأت تونس في السنوات الأخيرة في تعزيز علاقاتها التجارية مع بلدان من خارج الاتحاد الأوروبي، ما منحها مرونة أكبر في الاستيراد. كما يرجع بعض الخبراء هذا التحول إلى التطور الصناعي السريع في الصين وتنوع المنتجات التي تصدِّرها، خاصة في الصناعات الإلكترونية والمعدات الثقيلة والمكونات الصناعية.

من جهة أخرى، ما زالت أوروبا حاضرة كقوة اقتصادية مهمة في تونس، لكن التنافس المتزايد مع الصين قد يدفعها لإعادة النظر في استراتيجياتها التجارية وسياساتها تجاه السوق التونسي للحفاظ على مكانتها مستقبلاً.

بهكذا مشهد اقتصادي جديد، يبدو أن تونس تخطو خطوة مهمة نحو إعادة تشكيل شبكة شركائها التجاريين بما يخدم مصالحها ومكانتها في السوق الدولي، الأمر الذي سينعكس على قطاعات متعددة من الاقتصاد الوطني خلال الأعوام القادمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *