المخاوف تعود إلى الصين مع اتخاذ تدابير مشددة لاحتواء فيروس شيكونغونيا
مع تصاعد النقاش حول الإجراءات الصحية الجديدة في جنوب الصين لمجابهة ظهور حالات إصابة بفيروس شيكونغونيا، تسود أجواء حذر شبيهة بتلك التي رافقت جائحة كورونا. السلطات الصينية سارعت إلى إعادة تفعيل بعض التدابير الصارمة مثل فحص المشتبه بإصابتهم وتسجيل هويات مشتري الأدوية ومتابعة أي أعراض شبيهة بالحمى أو آلام المفاصل، في محاولة لكبح أي انتشار محتمل للفيروس.
حتى الآن، لم تُسجل سوى حالات محدودة في المناطق الجنوبية، بينما يؤكد خبراء الصحة أن الفيروس ينتشر أساسًا في البيئات الاستوائية الرطبة، ومعظم الحالات في العالم تتركز في إفريقيا جنوب الصحراء وبعض دول جنوب آسيا. وتعتبر “بعوضة النمر” الناقل الرئيسي لهذا الفيروس، التي تكثر في المناطق الدافئة والرطبة.
وينتقل شيكونغونيا بين البشر عبر لسعة البعوض، ولا ينتقل من شخص لآخر بشكل مباشر. تظهر أعراض المرض عادة على شكل حمى شديدة، وطفح جلدي، وآلام حادة في المفاصل قد تستمر لأشهر أحيانًا. ورغم خطورته وإثارة القلق، إلا أن نسبة الشفاء عالية ولا تتطلب معظم الحالات علاجًا خاصًا، باستثناء العلاج الوقائي من الحمى وتسكين الأعراض.
وقد أثار ظهور هذه الحالات في الصين جدلًا واسعًا، خاصة مع بدء تنفيذ حملات رش موسعة للقضاء على البعوض، كما أطلقت السلطات تحذيرات داعية السكان لتجنب المناطق الوعرة والموحلة وتغطية البشرة واستخدام المواد الطاردة للحشرات.
ورغم أن الوضع تحت السيطرة حسب ما جاء في تصريحات مسؤولي الصحة، إلا أن استمرار وسائل الإعلام في استرجاع تدابير جائحة كوفيد-19 يعكس مخاوف عامة من تكرار سيناريو الإغلاقات أو فرض قيود على الحركة في المناطق المتضررة. وينصح الخبراء بالتزام الهدوء واتباع الإرشادات الصحية دون مبالغة، مع التأكيد على أهمية رصد أي أعراض والتبليغ السريع عنها لضمان نجاح الجهود الاحترازية.
بهذا يسعى المسؤولون إلى طمأنة السكان بأن السلطات على استعداد للتعامل مع تطورات الوضع، وأن الإجراءات المتخذة هدفها الحماية والوقاية وليس إثارة الذعر.