انتشار الغازات في المنطقة الصناعية بقابس يتسبب في عشرات حالات الاختناق

شهدت مدينة قابس مؤخراً حادثة جديدة تؤكد استمرار معاناة الأهالي مع التلوث الصناعي، حيث أدت انبعاثات الغازات من المنطقة الصناعية مساء أمس إلى إصابة أكثر من ثلاثين فرداً من سكان منطقة غنوش بحالات اختناق متفاوتة الخطورة. وفقاً لما أعلنه المجلس المحلي بغنوش في بيان رسمي، فقد تم نقل المصابين إلى مركز الصحة الأساسية القريب لتلقي الإسعافات الضرورية، مما سلط الضوء مجدداً على التحديات البيئية والصحية التي تعيشها الجهة.

وعبّر المجلس المحلي في بيانه عن قلقه البالغ تجاه الانتهاكات البيئية الخطيرة التي تتكرر في المنطقة، مؤكداً أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق للأهالي أن اشتكوا من تدهور جودة الهواء الناتج عن أنشطة بعض المنشآت الصناعية. ونوه البيان إلى أن تعرض السكان بشكل متكرر لهذه الغازات السامة يشكل تهديداً مستمراً لحياتهم وصحتهم، فضلاً عن تأثيراته على الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.

وأشار عدد من سكان غنوش إلى أن الإصابات تنوعت بين صعوبات في التنفس ودوار وحالات إغماء، لافتين إلى أن الوضع البيئي المتردي بات مصدر قلق يومي لكل عائلات المنطقة. كما جدد المجلس المحلي دعوته للسلطات المختصة للتحرك العاجل من أجل إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة البيئية، ودعم الجهود الهادفة إلى تحسين الوضع الصحي للسكان.

من جهتها، لم تصدر الجهات الصناعية أو الوزارات المعنية بعد أي توضيح رسمي حول أسباب تسرب الغازات وخطط معالجة الوضع، ما زاد من حالة التوتر وعدم الاطمئنان لدى السكان الذين يأملون في تحرك فاعل يمكّنهم من العيش ببيئة سليمة وآمنة.

تجدر الإشارة إلى أن ملف التلوث البيئي في قابس يُعد من أبرز القضايا الشائكة التي تتصدر اهتمامات الرأي العام المحلي والوطني، في ظل مطالبات متجددة بإجراءات فعلية للحد من المخاطر الصحية وتحسين جودة الحياة في المنطقة الصناعية ومحيطها.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *