انتشار غير معتاد لقناديل البحر الزرقاء يثير قلق السياح الروس على الشواطئ التونسية
شهدت الشواطئ التونسية مؤخراً ظهوراً لافتاً وكثيفاً لقناديل البحر الزرقاء، مما أثار موجة من القلق بين السياح الروس الذين يقضون عطلتهم الصيفية في البلاد. وأعرب عدد من هؤلاء السياح عن استيائهم من هذا الانتشار الكبير، مشيرين إلى ما سببه من إزعاج ومخاوف فيما يتعلّق بالسباحة والاستجمام على السواحل.
وطبقاً لشهادات أوردها بعض الزوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن القناديل ظهرت بكثافة غير معهودة بالقرب من الشواطئ، ما أجبر الكثيرين على تجنّب السباحة أو اتخاذ احتياطات مشددة أثناء وجودهم في المياه. ويؤكد بعض السياح الروس أن لسعات هذه الكائنات البحرية تسببت في حالات إزعاج حقيقية، خاصة للأطفال، رغم أن معظم أنواعها المحلية غير قاتلة لكن بعضها يسبب آلاماً أو حساسية.
ويرجّح خبراء البيئة أن هذه الظاهرة تعود إلى عوامل مختلفة، أبرزها ارتفاع حرارة مياه البحر الذي يساهم في زيادة أعداد قناديل البحر، إلى جانب التلوث البحري وتراجع أعداد الكائنات البحرية المنافسة لها في الغذاء. ويشير مختصون إلى أن الزحف المبكر والكثيف لهذه القناديل في صيف 2025 يُعد مؤشراً يستدعي الانتباه ويرفع من درجة الحذر لدى السلطات والسياح على حد سواء.
وقد بدأت بعض الجهات المشرفة على الشواطئ في تركيب شبكات وقائية وتجهيز الفريق المختص للتعامل مع حالات لسع القناديل وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين. ويؤكد مسؤولون أن الوضع ما زال تحت السيطرة، داعين المصطافين إلى اتباع التعليمات الصحية والتبليغ عن أي ظهور كثيف لهذه الكائنات لضمان سلامتهم.
من جهة أخرى، اعتبر العاملون في القطاع السياحي أن الظاهرة قد تؤثر بشكل سلبي على إقبال الزوار، خاصة مع تكرارها في السنوات الأخيرة، ما يستوجب المزيد من الجهود لتأمين الشواطئ وتوفير المعلومات الدقيقة للمصطافين حول سبل التعامل مع هذه القناديل.
يجدر الذكر أن قناديل البحر تعتبر جزءاً من البيئة البحرية الطبيعية، غير أن تزايد أعدادها بشكل غير معتاد يستوجب تكثيف الحملات التوعوية ومراقبة الشواطئ لضمان سلامة رواد البحر والحفاظ على صورة السياحة الشاطئية في تونس.