انتقادات حادة من لسعد اليعقوبي لقيادة اتحاد الشغل: دعوة للإصلاح وتوحيد الصفوف
وجه لسعد اليعقوبي، الكاتب العام السابق للجامعة العامة للتعليم الثانوي، انتقادات لاذعة إلى قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل الحالية، معتبرًا أن سياساتها تُشكل خطرًا على مستقبل المنظمة وعلى مكتسبات العمال في تونس. وفي بيان له نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، شدّد اليعقوبي على ضرورة تصحيح المسار النقابي وتحمل الجميع لمسؤولياتهم في هذه المرحلة الدقيقة.
اليعقوبي لم يتردد في توجيه انتقادات صريحة إلى القيادات الحالية للاتحاد، التي وصفها بأنها “فاقدة للفعالية وانتهى زمنها”، محذرًا من مغبّة استمرار الوضع الراهن دون مراجعة حقيقية. وأكد أن الأزمة داخل الاتحاد ليست سوى انعكاس لأزمات أعمق يعيشها العمل النقابي، نتيجة لغياب الشفافية والمواقف الواضحة، وفق تعبيره.
وأضاف اليعقوبي أن هناك محاولة من بعض الأطراف داخل القيادة لتوريط الاتحاد في صراعات جانبية، مشيرًا إلى أن المنظمة العريقة يجب أن تحافظ على استقلالية قرارها وأن لا تنجر إلى اشتباكات لا تخدم مصلحة العمال. وأشار إلى أن التمسك بسلطة القيادة الحالية من شأنه أن يُضر بتاريخ الاتحاد ويقوض إنجازاته على مدى عقود.
في هذا السياق، دعا اليعقوبي كل المنخرطين المخلصين في الاتحاد إلى رص الصفوف والعمل على بلورة رؤية جديدة تعيد للنقابة قوتها ودورها الريادي على الساحة الاجتماعية والوطنية. كما شدّد على ضرورة فتح حوار واسع وشامل يُفضي إلى إصلاحات عميقة تضمن ضخ دماء جديدة في هياكل الاتحاد، وتمكين الكوادر النقابية الحقيقية من المساهمة في مشروع إصلاحي يضع مصلحة العمال فوق كل اعتبار.
وختم اليعقوبي تصريحه بدعوة أبناء الاتحاد إلى عدم الانجرار إلى معارك لا تخدم سوى أجندات ضيقة، مؤكدًا أن حماية المنظمة وإعادة الاعتبار لها يتطلبان تحمُّل الجميع لمسؤولياتهم والعمل على إبراز صوت القاعدة النقابية وتغليب المصلحة الوطنية والنقابية في آنٍ واحد.
تعكس هذه التصريحات مدى الانقسام بين صفوف النقابيين في الوقت الراهن، وتدق ناقوس الخطر تجاه مستقبل العمل النقابي في تونس إذا لم يتم تدارك الوضع وتجاوز الخلافات لتحقيق المطالب المشروعة للعمال والحفاظ على استقلالية المنظمة.