انتقادات للقطاع الصحي بعد وفاة التلميذة علياء بحيري بقفصة
أثار حادث وفاة التلميذة علياء بحيري في مدينة قفصة حالة من الغضب والاستياء لدى المجتمع المحلي، خاصة بعدما أصدر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة بيانًا حمّل فيه المنظومة الصحية جزءًا هامًا من المسؤولية حول ملابسات هذا الحدث الأليم.
وفي تفاصيل الحادثة، أشار البيان إلى أنّ علياء، وهي تلميذة شابة، تعرضت لتدهور مفاجئ في حالتها الصحية مساء الأحد 20 جويلية 2025، ما استدعى نقلها بشكل عاجل إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان. إلا أن سرعة تردّي وضعها وإخفاق الفريق الطبي في تقديم العلاج اللازم في الوقت المناسب، أسفر عن وفاتها في ظل ظروف وصفت بالمؤلمة والمثيرة للجدل.
وأوضحت مصادر مطلعة أن اسرة الضحية كانت تفتقر للوسائل المادية الضرورية مما أثّر في سرعة الاستجابة الطبية وإجراءات النقل. واشتكى والد علياء في تصريح لإحدى وسائل الإعلام المحلية من تأخر إسعاف ابنته قائلاً: “ما عنديش حق تاكسي نروح ببنتي للدار… عايشين بمنحة شيخوخة ما توصلش حتى لمية”، وهو ما يعكس حجم معاناة العائلة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي واجهتها.
وأكدت الرابطة على ضرورة توفير الإمكانات اللازمة للمستشفيات المحلية واعتبرت أن هذا الحادث يكشف عن ضعف المنظومة الصحية العمومية وفشل الدولة في ضمان حق العلاج لجميع المواطنين بشكل فعلي. وطالبت المنظمة بفتح تحقيق عاجل وجدي للكشف عن التفاصيل الكاملة للواقعة وتحديد المسؤوليات، كما شددت على أهمية الإصلاح العاجل للقطاع الصحي من أجل تجنب تكرار مثل هذه الحالات المؤسفة.
وأصبحت واقعة وفاة علياء البحيري قضية رأي عام أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتسببت في مطالبة العديد من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني بمراجعة شاملة لواقع الرعاية الصحية في ولايات الجنوب الكبرى وتوفير حلول سريعة وفعّالة لإنقاذ حياة المرضى المستقبليين.