انتقادات واسعة بعد اجتماع مجدي السميري مع السفير الأمريكي في تونس

شهد اللقاء الأخير بين المخرج والممثل التونسي مجدي السميري والسفير الأمريكي في تونس، جوي هود، تفاعلات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الثقافية والشعبية بالبلاد. وقد أتى هذا الاجتماع في فترة توتر إقليمي كبير نتيجة استمرار التصعيد في غزة والدور الأمريكي في ذلك، مما زاد من حدة الجدل.

ونشرت السفارة الأمريكية صوراً للقاء الذي وصفته بأنه “تبادل ديناميكي للأفكار” مع السميري، مما أثار موجة من الانتقادات بين نشطاء تونسيين اعتبروا هذه الخطوة تجاهلاً للوضع الإنساني الصعب في غزة، حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في التطورات الحالية هناك. التونسيون عبروا عن قلقهم من أن هذا اللقاء يندرج ضمن سياق “التطبيع الثقافي” ويبتعد عن صوت الشارع العربي الداعم للقضية الفلسطينية.

واتهم بعض رواد منصات التواصل مجدي السميري بأنه اختار الاصطفاف مع الدوائر الغربية، بينما يرى آخرون أن الحوار الثقافي مع الدبلوماسيين الأجانب لا يعني بالضرورة التخلي عن القضايا القومية، بل قد يكون فرصة لتقديم وجهة نظر تونسية تتعلق بالعدالة والسلام وموقف التونسيين من الأحداث الراهنة.

من جانبه، لم يصدر مجدي السميري تعليقاً رسمياً حول الانتقادات الموجهة إليه حتى الآن، في حين أكدت السفارة الأمريكية على أهمية الحوار الثقافي والفني في تعزيز التفاهم بين الشعوب، مشددةً على أن اللقاء كان منصباً على التعاون الثقافي وبحث فرص تعزيز التبادل الفني بين تونس والولايات المتحدة.

هذا التفاعل يعكس الانقسام في وجهات النظر حول حدود التعاون الثقافي في ظل السياقات السياسية المتوترة. البعض يدعو للتشدد في خيارات المثقفين والفنانين ويطالب بمقاطعة كاملة لأي علاقات مع ممثلي الدول الداعمة للعدوان على غزة، بينما يرى فريق آخر أن الانفتاح يمكن أن يكون له أثر إيجابي في إيصال صوت القضايا العادلة للغرب من خلال الحوار المباشر.

بين ضغوط الواقع وتباين الآراء، يبقى لقاء مجدي السميري مع السفير الأمريكي حدثاً مثيراً للجدل في تونس، وسط حالة عامة من الترقب حول تداعياته المحتملة على الساحة الثقافية والشعبية في البلاد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *