انخفاض حوادث المرور في تونس مع ازدياد خطورتها: الدراجات النارية في الصدارة
شهدت حوادث المرور في تونس خلال عام 2025 تراجعًا من حيث العدد، إلا أن خطورتها ارتفعت بشكل لافت، وفق التصريحات الأخيرة للعميد هيثم الشعباني، رئيس فرع الوسط الغربي لسلامة المرور. فقد أوضحت الإحصائيات الرسمية للمرصد الوطني لسلامة المرور أنه تم تسجيل 4189 حادث سير منذ بداية العام وحتى الثالث والعشرين من أكتوبر 2025، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 12% بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة السابقة.
لكن بالرغم من تراجع عدد الحوادث المسجلة، لا يزال عدد الوفيات والإصابات الخطيرة مرتفعًا. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن حوادث المرور أودت بحياة 982 شخصًا منذ مطلع العام، ومن بينهم نسبة مرتفعة من مستعملي الدراجات النارية والمترجلين. وأكد العميد الشعباني أن 40% من الضحايا هم من راكبي الدراجات النارية، في حين أن 23% من الضحايا من المترجلين، ما يجعل هاتين الفئتين الأكثر تعرضًا للخطورة في الطرقات.
يرجع السبب الأساسي في ارتفاع الخطورة إلى عدة عوامل، أبرزها عدم احترام قواعد المرور والاستهتار باستخدام وسائل الحماية خاصة لدى مستعملي الدراجات النارية، حيث أوضحت الإحصائيات السابقة أن 87% من مستعملي الدراجات في بعض الولايات مثل القيروان لا يُقبلون على استخدام الخوذة الواقية بالرغم من خطورة التنقل دونها. كما يشكل العبور العشوائي للمترجلين واقتحام الطرقات سببًا إضافيًا لعدد كبير من الحوادث القاتلة.
دعا العميد الشعباني إلى مضاعفة الوعي المجتمعي والالتزام بقواعد السلامة المرورية خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، والعمل على تطبيق القانون وتكثيف الرقابة لضمان الحد من عدد الحوادث والضحايا مع تدعيم التشريعات المتعلقة بحماية مستعملي الطريق.
وتظهر أرقام المرصد الوطني أن التحسن في أعداد حوادث المرور المسجلة لم يواكبه بعد انخفاض مماثل في عدد الضحايا، ما يفرض على السلطات والمجتمع تكثيف الجهود للحد من هذا النزيف وتعزيز ثقافة السلامة على الطرقات.
