انخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة وأمطار غزيرة تضرب شمال ووسط البلاد
شهدت البلاد اليوم السبت موجة برد قاسية تمثلت في هبوط درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، بالتوازي مع كميات كبيرة من الأمطار التي سقطت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما أثر بشكل ملحوظ على سير الحياة اليومية في المناطق المعنية. وقد أعلنت الجهات الرسمية أن ولايات الشمال والوسط كانت الأكثر تأثرًا بهذه الظروف المناخية الاستثنائية.
غزارة الأمطار وتراكم الثلوج
وتوزعت الأمطار على معظم محافظات الشمال، شملت كلاً من باجة وجندوبة وتونس الكبرى (تونس، منوبة، أريانة، بن عروس)، إلى جانب نابل وبنزرت. أما جبال عين دراهم والمناطق المرتفعة من الشمال فقد شهدت هطول ثلوج كثيفة للمرة الأولى هذا الموسم، ما أدى إلى صعوبات مرورية ملحوظة وانقطاع بعض الطرقات مؤقتًا.
حذر ودعوات للحيطة
وفي ظل استمرار الأجواء الباردة، دعت السلطات المواطنين، خاصة في المناطق الجبلية، إلى توخي الحذر أثناء التنقل، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي المخاطر الناتجة عن السيول والبرد الشديد. وقد باشرت فرق الحماية المدنية بالتنسيق مع السلطات المحلية في فتح الطرقات وإيصال المساعدات إلى المناطق المعزولة مؤقتًا بفعل تراكم الثلوج.
تأثير موجة البرد على الحياة اليومية
تسببت الأجواء القطبية غير المعتادة في تراجع ملحوظ في درجات الحرارة، حيث سجلت أدنى مستوياتها في عدد من المعتمديات وترافقت مع هبات رياح نشطة زادت من الإحساس بالبرودة. كما سجلت المدارس والإدارات العمومية في بعض المناطق تراجعًا في نسبة الحضور بسبب صعوبة التنقل، في حين استمر التزوّد بالمواد الأساسية بفضل جهود البلديات والسلطات المحلية.
المعهد الوطني للرصد الجوي: توقعات باستمرار الاضطرابات المناخية
وأكد المعهد الوطني للرصد الجوي في أحدث نشراته أن موجة البرد الشديد مع الأمطار مرشحة للاستمرار خلال الساعات القادمة، مع إمكانية تساقط المزيد من الثلوج على المرتفعات. ودعا متساكني المناطق المتأثرة إلى متابعة الإرشادات الرسمية وتوخي الحذر إلى حين تحسن الأوضاع الجوية.
تشير هذه الظروف الجوية إلى ضرورة تضافر الجهود بين مختلف المتدخلين لتأمين سلامة المواطنين خاصة في الأرياف والمناطق الجبلية. ويبقى الأمل قائمًا في تحسن الطقس خلال الأيام المقبلة، مع أهمية استباق تداعيات الكوارث الطبيعية باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
