انخفاض في أعداد المسافرين لدى الخطوط التونسية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025
سجّلت الخطوط الجوية التونسية تراجعًا ملحوظًا في أعداد المسافرين خلال الفترة من 1 جانفي إلى 30 سبتمبر من سنة 2025، حيث بلغ عدد الركاب الذين تم نقلهم 1,878,706 مسافر، أي بتراجع قدره 5.1% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، وذلك وفقًا للمؤشرات المعلنة من قبل بورصة تونس وعدة مصادر اقتصادية أخرى.
وتأتي هذه النتائج وسط تحديات كبيرة واجهتها الشركة هذا العام، أبرزها اضطرابات في جدولة عمليات الصيانة التي طالت أسطول الطائرات. وقد أدى هذا الخلل إلى انخفاض عدد الطائرات المتاحة للعمل، ما انعكس سلبًا على القدرة التشغيلية للناقلة الوطنية وبالتالي تراجع عدد الرحلات المنجزة مقارنة بالسنوات الماضية.
ويربط متابعون في المجال الجوي أسباب هذا التراجع بعدة عوامل، أهمها النقص في قطع الغيار وتأخّر عمليات الصيانة الضرورية، فضلاً عن تأثير الضغوطات المالية التي تحدّ من إمكانيات الشركة في تحديث أسطولها أو توسيع وجهاتها. كما أن المنافسة الإقليمية والدولية على الخطوط الجوية المتجهة إلى تونس زادت من حدّة الأزمة، خاصة في ظل تحسّن خدمات شركات طيران منافسة إقليمية وعالمية.
وفي ظل هذه التطورات، تؤكد الشركة أنها بصدد العمل على تنشيط عملياتها وتحسين برامج الصيانة، أملاً في استعادة عافيتها وتحقيق نمو أكبر في عدد المسافرين خلال المواسم القادمة. كما تسعى إدارة الخطوط التونسية إلى وضع خطة استراتيجية للتغلب على العراقيل التقنية والمالية، بالتوازي مع تطوير جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وتعزيز التعاون مع موردين عالميين لضمان انسيابية العمليات.
يُذكر أن هذا التراجع يأتي في ظرف اقتصادي عالمي وإقليمي دقيق، تشهد فيه شركات الطيران العامة والخاصة ضغوطات كبيرة جراء التغيرات في أسعار المحروقات وتكاليف التشغيل. وتبقى الآمال معلّقة على قدرة الخطوط التونسية على تجاوز هذه المرحلة، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الصيفية الذي يمثل عادة فرصة مهمة لاستعادة جزء من حصتها السوقية ورفع عدد المسافرين من جديد.
