انطلاق أسطول الصمود من بنزرت نحو غزة: كيف يتم اختيار المشاركين ومن يسمح له بركوب السفن؟
غادرت صباح الاثنين 15 سبتمبر 2025، مجموعة من سفن “أسطول الصمود” ميناء “كاب 3000” الترفيهي بمدينة بنزرت التونسية متجهة إلى قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع. وقد أكد مصدر من إدارة الميناء أن عدد السفن المشاركة في هذه الرحلة بلغ 18 سفينة حتى الآن، فيما بقيت أربع سفن أخرى في الميناء لاستكمال الإصلاحات والتجهيزات التقنية، ليصل المجموع إلى 22 سفينة مرشحة للإبحار قريباً.
يعتبر هذا الأسطول جزءاً من تحرك دولي أوسع، يضم أكثر من 50 سفينة ويمثل جهود ناشطين من أكثر من 40 دولة، تجمعهم رغبة مشتركة في دعم الشعب الفلسطيني. ويشارك في هذا التحرك قرابة 700 ناشط بينهم شخصيات حقوقية وسياسية وإعلامية. الملفت أن اختيار المشاركين والركاب يتم عبر لجان متخصصة تضع جملة من المعايير، أهمها التزام المرشح بدعم القضية الفلسطينية بشكل سلمي، وخلو سجله من أية سوابق جنائية تتعلق بالعنف، بالإضافة إلى ضرورة توفر اللياقة البدنية للمشاركة في الرحلة الطويلة والمعقدة.
كما تعتمد إدارات السفن معايير إضافية تتعلق بالاختصاصات المهنية، حيث يتم تخصيص أماكن للأطباء والمسعفين والإعلاميين والمترجمين لمرافقة هذه القافلة الإنسانية التي قد تواجه تحديات لوجستية وأمنية. ويتطلب الصعود على متن السفن موافقة لجان التنسيق المشرفة، والتي تعمل تحت إشراف التحالف الدولي الداعم للأسطول.
وقد شهد ميناء بنزرت حشداً إعلامياً وحقوقياً واسعاً في لحظة الإبحار، وسط دعم شعبي ورسمي وتغطية مباشرة من وسائل إعلام محلية ودولية. يذكر أن مشاركة هذا العدد من السفن والمتطوعين تأتي نتيجة تنسيق مكثف بين جمعيات ومنظمات من كل أنحاء العالم، إضافة إلى دعم جهات تونسية متعددة.
هذه المبادرة الجديدة تضع ملف الحصار الإنساني في غزة مجدداً على طاولة المجتمع الدولي، وتحمل رسالة بأن الجهود المدنية العابرة للحدود ما تزال قادرة على إطلاق مبادرات تضامن فعلية لصالح الشعوب المحاصرة.