باريس تستضيف اجتماعا حاسما لبحث مستقبل غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
استضافت باريس اجتماعاً وزارياً مهماً لمناقشة مستقبل قطاع غزة عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، مما أثار موجة من الآمال بشأن إحلال الاستقرار في المنطقة.
وجاء الاجتماع بمشاركة ممثلين من عدة دول بارزة، حيث تم التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز التعاون الدولي لإعادة الإعمار، ضمان حماية المدنيين وسبل العيش، والتخطيط للمرحلة التالية سياسياً وأمنياً.
وفي هذا السياق، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تطلعاته الإيجابية. وقال في تصريحاته الأخيرة إن الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه حول وقف القتال يمثل بارقة أمل سواءً بالنسبة للرهائن وعائلاتهم أو للسكان الفلسطينيين والوضع العام في المنطقة. وأضاف ماكرون أن نجاح هذا الاتفاق يعزى إلى جهود جماعية شاركت فيها وساطات قطرية ومصرية وتركية، إضافة إلى الدعم الأمريكي.
وتعد خطة “اليوم التالي” التي تم التوافق عليها في الاجتماع خطوة ضرورية، إذ تنص على استئناف الحياة المدنية في غزة تدريجياً وتكثيف المساعدات الإنسانية، إلى جانب الالتزام بإعادة الإعمار في أقرب فرصة ممكنة. من جانب آخر، أكد الحاضرون على ضرورة مواصلة التنسيق مع كافة الأطراف المعنية لتثبيت أجواء التهدئة وتفادي الانزلاق مجدداً نحو العنف.
كما أفادت مصادر دبلوماسية بأن التحرك الفرنسي يكمن في رغبته في أن تكون باريس مركزاً للتشاور الدولي بما يسمح بوضع خارطة طريق واضحة المعالم، تحقق مصلحة جميع الأطراف وتوفر الأمن والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
يذكر أيضاً أن المجتمعين تناولوا قضية الرهائن وضرورة ضمان الإفراج عن جميع المدنيين المحتجزين، إلى جانب أهمية مواصلة الضغط الدبلوماسي لفتح المجال أمام تسويات سياسية دائمة في المنطقة. وجدد المشاركون التزاماتهم لمواصلة الدعم بغية إنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع وعودة الحياة الطبيعية تدريجياً.
يُعد هذا الاجتماع خطوة متقدمة على طريق إيجاد حلول جذرية لأزمة غزة، ويترقب الجميع ما ستسفر عنه الجهود الدولية ومدى قدرتها على إحداث تغيير حقيقي في مسار الصراع المتجدد بالمنطقة.