بدء أشغال إعادة تأهيل وتطوير فسقيات الأغالبة في القيروان
انطلقت بلدية القيروان بداية من اليوم الاثنين في تنفيذ مشروع كبير يهدف إلى إعادة تأهيل وتطوير فسقيات الأغالبة التاريخية ومحيطها المباشر. ويمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على هذا المعلم الأثري الفريد وتعزيز قيمته الحضارية والسياحية بالمنطقة.
وأكد حمادي عبد الله، الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون بلدية القيروان، أن الأشغال شرعت فعلياً اليوم عبر تركيز حضيرة العمل، حيث من المنتظر أن تمتد فترة المشروع إلى عامين كاملين (24 شهراً). وتشمل خطة العمل إصلاح الفسقيات بشكل عميق ومعالجة جدرانها ومحيطها، إضافة إلى اعتماد منظومة مائية حديثة تضمن تجدّد مياه الفسقيات بشكل مستدام، ما يعيد لها بريقها التاريخي ويحفظ قيمتها البيئية.
وبحسب الجهات الرسمية، فإن عملية التأهيل ستغطي كافة أطراف الفسقيات والمسطح المائي والمنطقة المحيطة، على مساحة تناهز 14 هكتاراً. كما ستسهم في تحويل الفضاء من مجرد معلم أثري إلى منتزه حضري عصري مفتوح للزوّار والسياح، مع توفير مسارات مشي وأماكن ترفيه ومساحات خضراء.
ويأتي إطلاق المشروع في ظل تزايد الحاجة إلى صيانة الموروث الثقافي والمعماري للمدينة، خاصة بعد تسجيل سقوط بعض الأجزاء من السور الحديدي الذي يحيط بالفسقيات في فترات سابقة نتيجة تغيرات مناخية، ما تطلب تدخلاً عاجلاً للتأهيل والحماية.
تجدر الإشارة إلى أن فسقيات الأغالبة تُعدّ من أبرز المعالم الهندسية المائية في تونس وشمال إفريقيا، حيث يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، وكانت تُستخدم كمورد أساسي لتخزين مياه الشرب في العهد الأغالبي.
وتأمل بلدية القيروان أن يسهم هذا المشروع في إعادة الاعتبار لهذا المعلم وإدخاله ضمن الدورة السياحية والثقافية للجهة، وجعله نقطة جذب أساسية لكل من يزور المدينة العتيقة.